نشيد الحَجَر

   STONE-COVERنَشيد الحجر <<

الجنرال محمد <<

اعتراف ؟ <<

هويّة <<

مقلاع <<

زجاج <<

ثمر <<

سر الهوى <<

عِناق <<

فِلسطينُ عَيني <<

التَّحدّي <<

جِسر التّحدّي <<

حضور اليقين <<

أُعنية حُب إلى تونس <<

العنقاء والبحر <<



.
.
أعلى الصفحة

نَشـــــيْد الحَجَرْ

I

حَجرٌ وينتفضُ القَدرْ
لا السّاعةُ اقتَرَبَتْ ولا انشَقَ القَمرْ
لكنَ بُركانَ التَحدْيْ فيْ فِلسطينَ انفَجَرْ
بُركانُ اطفال‎‎‎‎‎‎‎‎‎ التَصَدي .. بالنشيدِ وَبالحَجرْ
دَمُهمْ علىْ السيفِ اِنتَصرْ 

 

1

يا وثبةَ الطوفانِ مُلتهِبا
اعطي المُخيّم عُمرهُ شُهبا
والشعبُ قالوْا انهُ تَعبا
كذبَ الّذي كَذبا
مَن يسأل الفُقراءَ عَن لَونِ المجاعةِ والظما ؟
مَن يسأل الصحراءَ عَن لونِ السما ؟
نارُ المُخيّم حينَ تندلعُ
لا تنطفي .. فوقودها الوجَع‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
جرحٌ ويندملُ
بوابةٌ مفتاحُها ألأملُ
والشعبُ ما تَعبا
تعِبَ الذي نَهبا
وسَطا علىْ التاريخِ واغتَصَبا 

II

اسأل عواميدَ الخيامِ عن السلاْمْ
يأتي انفجارْ الصمتِ من تَحتِ الرُكام
انَّ المخيّم سهمُنا لِلبحرِ
لا نَصلَ الموانئ دونَ اشرِعةِ الخيامْ
هذا السلامُ هوَ السلامْ 

2

هذا دَمي مُتوسدٌ صدرَ الثَرىْ
مَن يا تُرىْ ؟
سَيترجِمُ الآهات مُبتسماً الى كلِ اللغات
ولا يَرىْ
انيّ اريدُ ضمادةً
انيّ اريدُ دماً خفيفَ الظلِّ
يعبرُ في حدودِ ارادتي متوتراً
فيثيرُ بي عشقاً لامواجِ البَحَرْ
انقضُ ثانيةً .. وثالثةً .. ورابعةً
وأجعلُ مِن دمي حجراً على كفَّ القَدَرْ
فَدميْ عَلى السيفِ انتَصرْ 

III

يَستَورِدونَ الطائِراتَ
وَيُصدِرونَ لَنا القنابِلَ وَالرصاصْ
وَالأُمهاتُ يَطرنَ مِن طفلٍ الى طِفلٍ
وَتَمتلئ الشوارِعُ اغنياتْ
وَيولدُ الاطفالُ في ايديهمُ حَجَرُ الخَلاصْ
وَينشدونَ النصرُ آتْ

3

يصلُ المخيمَ كلُّ ما يَحتاجُهُ
لاتَجزعوْا
فَالرُزُ يَأتي كَالرَصّاصْ
وَالخبزُ ياتيْ كَالقنابِلْ
لاتَجزعوْا
فَرُموشنا اقوى منَ الغازِ المسيِّل للدموعْ
وَرؤوسنا صخرٌ يُحطمُ كلَ ما قَد جمعْوا
وَصُدورنا فيها المَدى يَتَوسَّعُ
لاسِجنَ .. لاسَجانَ يمكنُ انْ يَرانا نَركعُ
وَاذا اردتُم ان تَروا فِيلماٌ عنِ الأحداثِ
أنَ تَتَمتعّوا ..
فَتذكرّوا
أنّا نَسدَّ الدربَ في وجهِ الظلام
انَّا نُكَسر كلَ اوتادِ الخيام .. ونُقلِعُ
لِيموتَ في أعماقِنا المستَنقعُ 

IV

لِلمستَحيلِ يدٌ تُحاولُ أن تَطيرْ
رَفُّ الحمام عَلّى السَريرْ
مَوجٌ تُحاصِرهُ الليالي النازفه
افتحْ جراحَكَ  أيُّها الطفلُ الكَبيرْ
وَانشرْ عَلى الدُنيا نشيدَ العاصِفَه 

4

لا تَغضَبوا يا ايُّها الحُكامُ من اطفالنا
مَدّوا اصابِعَهُمْ الى شَمسٍ مُجرّحه
بأوسمةِ الدَعارةِ وَالقِمارْ
شَدّوا عَلى الزيفِ القِناعْ
نَشَرّوا غَسيلَ الصمت فاحتَرَقتْ مراسيمُ الخِداعْ
وصحافةُ القَحط استَعادتْ وَعيَها النفطِيَّ
فيها البأسُ يأساً
وَالولادةُ احتضارْ
أطفالنا
جيلُ انطلاقتِنا وَما ولدوا منَ الأرحامِ
كانوْا الفَجرَ يُعلنُ عَن هَويَّه
نَقشَتْ عَلىْ الصُّوانِ نيشانَ القَضِيَّه
أطفالنا جيلُ الكَرامةِ …
جيلُ أيلولَ المُخضبْ
جيلُ تِشرينَ المُعذبْ
جيلُ صَبرا
جيلُ وَعدِ الانتِصارْ 

V

وعيونُ اطفالِ القُرى
تصل المخيم بالمدينه
وتحاصرُ المستوطنينَ بِكلِ اسلحة الضَغينه
فَالخوفُ سدٌ انكَسَرْ
وَالحقدُ في القلبِ انفَجر

5

بَيروتُ كُنتِ ضَمادةَ ألمَنفىْ
وَكُنتِ المُستَحيلا
شُطآنكِ انقَبَضّتْ وَخارطةُ المخيمِ
فيْ شَوارعها قَتيلا
لكِنَها انتفضَتْ كَعادَتِها وَعادتْ مُستَحيلا
صَبرّا تُودِعُ تُخمةَ ألأكفانِ وَالمَنفىْ
وَتلتَحِفُ البساطة
وَالشمسُ تَهمِسُ وَهي تَستَجدي الرَحيلا
اصبرْ عَلىْ ألمَنفىْ قَليلا
وَاحمل جِراحكَ مِن شاتيلا
وَمتىْ وَصلتَ الىْ بَلاطة

حُط الأمور على بلاطة
لا ..لا تَنمْ شُدَّ الرَّحيلا
سَيظلُ مَوعِدنا الجَليلا
حَجرٌ عَلىْ كفِ النَدىْ
يَصل الفداءَ مع المَدىْ
يَصل الرصاصةَ وَالمَطرْ 

وأصابِعُ الديناميتِ كفُّ من حَجر

دَمُها علىْ السيفِ انتَصرْ 

6

غَنوا لنا
غَنوا لاطفالِ الحِجاره
غَنوا ولا تَتمَزقوا
بَينَ الامارةِ وَالتِجاره
لا تَستبيحوا الدمَ فيْ سوقِ الشَطاره
ألقُ الإرادة وَحي اغنِيةِ السِلاحْ
فَيدٌ علىْ الرَشاشِ في القدسِ البشاره
وَيدٌ لنسرِ الجَوِ يَهبطُ في الجَليل
كَألفِ غاره
وَالشعبُ يَعرفُ انَّ تَأمينَ السنابلِ وَالقنابِلِ
وَالحِجارةِ وَالإرادَه
بَوابةٌ لِلنَصرِ فيْ زَمَنِ الشهادَه

 



.
أعلى الصفحة

الجنرال محمد

تَشعبَطَ سُور الخوف ِ
وَانقَضَ كَالصَقرِ
لِمِنقارِهِ كَفٌ تَسلحَ بِالصَّخرِ
ِرَمى ..
فَتلاشىْ الاحتِلالُ
وَما رأى
عَلى قَدمَيهِ
غَيْرَ تاجٍ مِنَ الزَّهرِ
تَراجَعَ …
كانَ الغَدرُ يَنسِجُ حَوْلَهُ
كَمينَ حَديدٍ
يَخلِطُ اللّيل َبالفَجرِ
وَيسألُهُ ألجُندِيُّ :
ما اسمُك
خالدٌ
وَعُمرُكَ ؟
سَبعٌ
مَن رَماكَ وَلمْ تَدرِ ؟
مُحَمَّد ..
مَنْ هذا ؟
أخي
أينَ يَخْتَفي
عَلى عَرشِهِ يَختْالُ
بِالمَجْدِ وَالفَخرِ
تَعالَ
وَجَروا الطِفلَ عَبر أزِقة
مُرَصّعةٍ بالحِقدِ
يَلْسَعُ كَالجَمْرِ
هُنا بَيتُنا
دَقوا عَلى البابِ
مَــــن ؟
أنا
وَشُرِّعَتْ الأبوابُ في لَيلةِ القَدرِ
وَغَرَّدَ كَالعُصفورِ
ِطِفْلُ ثَلاثَةٍ
“ظَلَبْتَهُمُ يا خالِدَ البل والبَحْلِ” [1 ]
أجَل
وَتَلاشى الأقْحُوانُ
وَتَمتَمَتْ
شِفاهُ جُنودٍ
لامَسَتْ غَيْمَةَ الذُّعْرِ
تُحارِبُ جيلَ النَّصرِ
وَالمَوْتُ عِندَهُ …
حَياةٌ
لَقَد تُهنا بَعيداً عَنِ النَّصر 

“ضَرَبْتَهُمُ يا خالِدَ البَرِ والبحْرِ”

 



.
أعلى الصفحة

اعتراف .. ..

قالوا اعترِف
وانهَدّ سَقفُ الصَّومَعه
ورأى الفَتى دونَ الكرامَةِ مَصرَعَه
صرخَت هراواتُ ألمُحَققِ :
اعتَرِف
واختَر لِتَنجوَ واحِداً من أربَعه
إما رمَيتَ زُجاجَةً نارِيّةً
أو صَخرَةً
أو سِرتَ وسطَ المعمَعه
أو شِدتَ مِتراساً من الحقدِ
اعتَرِف
واهرُب بجلدِكَ
من دُوارِ الزَوبَعه
بَصَقَ الفَتى دَمهُ عَلى جَلاّدِهِ
وَأجاب
إِنّي قَدْ فَعَلتُ الأَربَعَه 

 



.
أعلى الصفحة

 

هويـّـة

هَل تَستَوي امرأتانِ
في نَفسِ السّطَر
أُولاهُما شَدّت لأمريكا النظَر
قالَت
أريدُسحابَتي طِفلاً
بِلا ماضٍ
تُعَقّدُهُ جَوازاتُ السّفَر
وانشدّتِ الأُخرى إلى زَيتونَةٍ
في القُدسِ
كَي تَهَبَ السَحابَةَ لِلمَطَر
قالَت :
حَلِمتُ بِألفِ طِفلٍ
مِن دَمي
وَهوِيّةُ الأطفالِ في وَطَني
الحَجَر 



.
أعلى الصفحة

مقــلاع

كَشفَتْ دَليلَةُ وَهيَ لا تَدري
عَن سرِها المَكنون في الصدرِ
قالَت وَقَد نَشَرَتْ جَدائلَها
شَمشونُ سِرُّكَ لَم يَعُد يُغري
انظُر إلى الأمواجِ صاخِبَةً
إني اكتَشَفتُ السّر في شعري
مَوجٌ على مَوجٍ
وَيَحرُسني ..
وحيٌ يُظَلِلُ لَيلَةَ القَدرِ
جَيشٌ تُحاصِرُني جَحافِلُهُ
بِحدودِ أمنِ البرِ والبَحرِ
هذي صَواريخٌ مُوجَهَةٌ
نَحوي ..
وَذاكَ سِلاحُهُ الذّري
وَجديلَتاي حُدودُ أُغنِيتي
لِلفَجرِ .. تَقرأُ سورَةَ العَصرِ
حَجرٌ يَشِدُّهما وكَفُ فَتىً
مِقلاعُهُ المفتاحُ لِلنصرِ 

 



.
أعلى الصفحة

زجــاج

خَلفَ التَوازنِ يَختَفون ..
وللسِراج
أُنبوبُ نَفطٍ لايُبَشّر بِانفِراج
يَتوَحَّدُ الحُكامُ ضِدَّ شُعوبِهم
وَيُتابِعونَ الانتفاضَةَ
بِانزعاج
كُلّ يُفَتِشُ عَن سَلامَةِ عَرشِهِ
وَيُسائِلُ التاريخَ عن سر السياج
هذا العدو لكَم طَغى …
مُتَغَطرِساً
كالديكِ مُختالاً على سِربِ الدَّجاج
ما بالُ أطفال الحِجارَةِ عَزمُهُمْ
مَسَخَ العَدُوَّ
إلى قَطيعٍ مِن نِعاج
الطفلُ قال :
سِياجُهُ مِن خوفِكم
لكِنَّ داخِلَهُ زجاجٌ في زجاج



.
أعلى الصفحة

ثمــر

حجرٌ في كَفي
في كَفي حَجَر
وعلى كَفّي الأُخرى شَجَر
أزرعُ بَين خصائِلِ شعري
غابةَ زَيتونٍ ونَخيل
وَعلى صَدري
تَرقُصُ آلافُ مواويل
وَجَبيني يَسطَعُ كَالسكين
يَرسمُ في الشَمسِ فِلسطين
وأغني وَنَشيدي قَمَر
أتشَعبطُ سَدَّ النارِ
وَيَحمِلُني وَتَر
وعلى كفي حَجَر
وَعلى كَفِي الأخرى ثمَر  



.
أعلى الصفحة

 

سر الهوى

القدس مفتاح السلام        

Screen Shot 2014-05-14 at 1.25.44 AM

 



.
أعلى الصفحة

عِـنــــَــاق

تَعانَقَتِ الارضُ والشَمسُ
كانتْ فلسطينُ وجهاً يَحطُ عليهِ البُراق
وَفي ذُروةِ العشقِ
اصبَحتِ القدسُ
ثَغرَ العراق
وطارَ الحمامُ
وهَدتْ عيونُ الهديلِ
ولاحَ السلاحُ
لِيفتحَ في القُدسِ
بَوابةَ المُستَحيل

يناير 1993
بغداد

 



.
أعلى الصفحة

فِلِسْطينُ عَيْني

فِلسطينُ عَيْني
أرى الكَونَ فْيها كَما أشتَهي أن أراك
فِلسطينُ قَلبي
يَرفُ عَلى هَمساتِ الذُرى في الشِفَاه
أُحِبُ الذينَ يُحبونَ عَيْني
وأهوى الذينَ يُحبونَ قَلبي
وأُهدِي حَياَتي
فِداءً لِمن يَهِبوُنَ فِلسطينَ مَعنى الحياة 



.
أعلى الصفحة

التَـحَدّي

قَالوا التَحدّي
فقُلتُ الردَ قد وَجَبَا
ما بينَ نهرينِ نهرٌ ثالثٌ وثَبا
الى الذُرى
بالعِراقيينَ مُفتخِراً
يَضُمُ في راحَتيِه الارضَ والشُهبا
سيفٌ هوَ الماءُ
يَروي الارضَ من ظَمأ
وَفي الخَليجِ يصونُ الاهلَ والنَسَبا
وللعُروبةِ امجادٌ تُردِدُها
كُنا ونَبقى على هامِ الذُرى عَربا

 

7/12/1992

بغداد 



.
أعلى الصفحة

جِسـرُ التَحَدّي 

Screen Shot 2014-05-14 at 1.17.21 AM

 



.
أعلى الصفحة

حضور اليقين

الى روحِ الشَهيدِ القائِدِ الرمز خَالدِ الحَسن (ابو السَعيد)
في الذِكرى الاربعين لاستِشهاده 

كَما أنْتَ … أنتْ
وفيكَ المَعاني تَدقُ العِدى، والصَدى لايَخافُ الجِراحْ
وتَفضحُ لونَ الصَديدِ القَريبِ البَعيدْ
وتَكْبحُ صمتَ الضميرِ المباحْ ..
وقَلبُكَ يَعزفُ لَحنَ النَشيدْ
ومِن عَتمةِ الريحِ يأتي حُضوركَ
يَسفَحُ دَمعَ الغيابِ الحزينِ
على صفحةٍ من حضورِ اليَقينِ
وفَخرُ الذي مِنكَ .. كانَ الشموخُ وكانَ الوضوحُ
وكَانت فِلسطينُ حَيفا
وكُنتَ الدليل

*****

مِنَ الخُلدِ يَأتي الخُلودُ ..
وخَالدُ يأتي منَ الاقحوانِ
ومن زهرةِ العُنفوانِ
يَعودُ الينا .. يَعودُ
يُحاصِرُنا بالوُجودِ …
وبالصِدقِ يَصرخُ يا أيّها الناسُ
قُلنا فِلسطينُ
قُلنا السَلامُ
وقُلنا السِيادةَ والدَولةَ المُستَقِلة
وقُلنا بِملءِ الفمِ العربيِّ
لاحقَّ .. لاحقَّ للغاصِبينْ
وقُلنا عَلى الرغم مِنَا، يَكونُ الذي قَد يَكونْ …
ولكننا رُغمَ أنفِ الشروطِ المذلهْ
لا .. لن نُشِّرعَ حقاً لمن يَعتدونْ
لِمنْ يسرقونَ ضِياءَ العُيونْ
وكُحلَ الجُفونْ
وَصَدرُكَ مُتسعٌ للمدارِ
وعُمقَ الحِوارْ
ونَافِذةُ الضوءِ تُرسلُ اطيافَها
يَتَجمعُ فيكَ انفجارُ القزحْ
تُلَملِمهُ باقةً مِنْ فَرَحْ
وَتُرْسِلَهُ باسمَ فَتحٍ الى الناسِ لوناً
كلونِ المحبةِ في خَفقاتِ القُلوبْ
وكالثلجِ أبيضَ .. عَنْ لونهِ لا يَتوبْ ..
الى أنْ يَذوبْ ..
وكالماءِ تَأتي .. وفيكَ الصَفاءْ
وَيَحملُ بَحرُكَ سِرُ خلافَاتِنا في دَهاءْ
ويُمعنُ فيها شُعاعُكَ زَحفاً
يُعِّززُ فيها الوفاءَ لروحِ الفِداءْ
يُصَلِّبُ وحِدتَنا الوطنيةِ ..
لا شرقَ .. لا غربَ
فالقدسُ محورُ أيِّ التِقَاء



.
أعلى الصفحة

أُغنِيَةُ حُبٍ الى تونِس

Screen Shot 2014-05-14 at 1.30.27 AM



.
أعلى الصفحة

العنقاء والبحر

I

البحرُ نارٌ
وأمواجُ الندى لهبُ
والمنُتهَى غَضَبُ
والقُدسُ يجرِفُها بحرُ الرَّمادِ الى يافا
ولا زَبدٌ يَطفو
ولا جَسدٌ يَهفو
ولا لُغةٌ صَبَّت بلاغَتَها في الماءِ
فاحتَرقت حُروفُها
وهَوتْ عن عَرشِها الكُتُبُ
عنقاءُ قد سَــكبتْ بحرَ الرمادِ على الزَّيتونِ
والقدسُ تَرنو نحوَ خالِقِها
سبحانَ خالِقِها والوَعدُ يقتَرِبُ
منذُ السَّديم تَصُبُّ النارُ جَذوتَها
والقدسُ ترفضُ أَصفادَ اللّظى
أُحترقَت سماؤُها
أنبعثت أقمارُها
حَملَت جِبالُها
انتشَرت حُقولُها التيُن والزيتونُ والعِنَبُ
اتيتُ من بَحرِ يافا حاملاً كَفني
على شِفاهي وجُرحي حاملاً وَطَني
في الارضِ روحي ورَأسي في السَّماءِ 

دَمي محاصرٌ وَيدي تَسعى لِما يَجبُ
يَجتاحُني الليلُ والسِّــكينُ في جَسَدي
والصمتُ حَولي .. وأبوابي مُشَرَّعةٌ
والقدسُ يعصِرُها الارهاقُ والوَصَبُ
كانَ اقتطاعُ فؤادي من مَلامِحِهِ
طفلاً يتوهُ معَ الأّبصارِ
تَسكُنهُ ذِكرى
ويمخُر فيهِ الرأسُ والذَّنبُ
وكَم تَطاولتِ الأيّامُ
واشتَعلَتْ حدودُ عرشِ فِلسطينَ
التي فَرشَت رُموشَها لتصونَ القُدسَ
ناشرةً ظِلالها .. وسيوفُ الشَّمسِ تَقْتَربُ
يا قدسُ إنَّ سيوفَ البَحْرِ
قدْ حَفرتْ دُروبَها في الترابِ الغَضِّ
واحترقَتْ في الصَّخرِ
واندَحرتْ جَحافِلٌ وَسُلالاتٌ وكَمْ نَصبوا
على سَمائِك إكليلَ الغُزاةِ ضُحىً
واسْتمطروا الشَّمسَ فانصاعَتْ لهمْ سُحُبُ
الأرضُ تَبلَعهمْ والشَّمسُ تَحرقُهمْ
وسيفُ كَنعانَ صخْرٌ
لا يذوبُ ولا يتوهُ والنارُ في أَحشائِه حَطَبُ
صَّبت شواطئهُ في القُدسِ جَذوَتَهَا على الرَّمادِ
وكانَ البحرُ يَغْرقُ
والعنقاءُ من وَجنتيها يُبعثُ العَربُ

II

بَلابلُ الشوقِ في الأقصى
ملاحِمُها سَحائِبٌ
وطبولُ الرَّعدِ تَنشُرها عَلى المحَاجِرِ موسيقى
يُلَوّنُها برقٌ
وَيرقُصُ في أَطيافِها الطَّربُ
كأنما لغةُ الضَّادِ التي اخترقَتْ حروفُها الشمسَ
قد أَرسى بلاغتها
في أرضِ كَنعانَ مَن صاغوا ومَن كَتَبوا
على التُّرابِ بأقْدام الشذا
قصصاً يَلوكُها الدَّهرُ والاقدامُ شامخةٌ
اعناقُها نَحوَ عرشِ اللهِ تَنْتصِبُ
القدسُ عنقاءُ هذا الكونِ
جَذوتُها بحرُ الرَّمادِ وطوفانُ النَّدى
ولها في كلّ عصرٍ مَزاميرٌ وأَفئِدةٌ
تَسمو .. وتَهبِطُ
تَنآى ثُمَّ تقتَرِبُ
كَم مرةٍ عصَفت خيلُ الجُموعِ بِها
وانهدَّتِ الارضُ فيها
والسماءُ عَلى اقدامِها ركَعتْ
وانهدَّتِ الرُّكَبُ
وكمْ تَعالى دخانُ الأَرضِ
كَمْ غَرِقت مَلامِحُ البَدرِ
في وَحل المحاقِ بِلا خَسفٍ
وكَمْ شَرِبت سُمَّ اللظى الشُّهُبُ
كَمْ جاءتِ الشمسُ تَستجدي مَلامِحَها
من صخرةِ القدسِ
نحو اللهِ تصعدُ في سرجِ البُراقِ
وكَم ضاعَت مَعالِمُها في ديرِ ياسينَ
وانهارتْ بها قُبَبُ
يا شاربَ الدَّمع مِلحُ الارْضِ مِن عَرقي
ومن دَمي شفقُ الأيّامِ
لاهبةٌ خُيوطُهُ
في شقوقِ البَحر تَحتَجِبُ
وأرسمُ الافْقَ كفاً في يَدي
وأَرى أَمسي وَيومي
أرى العَنْقاءَ ناشرةً سِحرَ السَّلامِ جَناحاً خافقاً
وأرى جَناحَها الآخَر استَعصى
وَتُذعن في أَحضانِه قبةُ الأقصى وتَرتقِبُ
حَطَّت عَلى ساحةِ الاسراءِ بَيضَتها
وحَولها البحرُ
في أمواجِهِ شبحٌ مِنَ الرَّمادِ
وفي شُطآنِه سَببُ
يا بيضةَ الكَونِ
هل آنَ الأوانُ
لكي يُفقّسَ الدَّهرُ عنقاءَ الصُّخورِ
على بَوّابةِ القِبلةِ الأولى
ويحملَها الى السَّماءِ
ويَرقى البحرُ يَغْسِلُها بِالعشقِ
والموجُ في أطرافِها رُطبُ
هِزّي إليكِ بِجِذعِ النَّخْلَةِ اقتَربي منَ القَرابينِ يا عذراءُ
كانَ أبي يَقولُ :
إنَّ بَني صَهيونَ قَدْ صَلَبوا
عَلى خُرافَتِهمْ سِفر الحياةِ
وَصانوا الحقْدِ في دَمِهمْ دَهراً وَما تَعِبوا
وَحَرَّفوا كلَّ آياتِ السَّماءِ
وَقد تَجمَّعوا تحتَ أقدام البُراقِ لظىً
وأَشعلوا النّارَ في المِحرابِ … وانتَحبوا
عَلى جِدارٍ مِن الوَهمِ الَمريضِ
بكى عَليهِ مَن كَذَبوا
فاستنكرَ الكَذِبُ

III

يا بَحرُ
إغسِل خَطايا الشّامتَين بِنا
واملأ فَلسطينَ
بالحبّ الذي احترقَت غُصونُه
وتوارى الأنبياءُ على أَريجهِ
ونَدى احلامِهِ شَربوا
سل القيامةَ
هل قامَت قِيامَتُها ؟
وهل توارى صليبُ الحِقدِ عن فَمِها ؟
وهل تحاصِرُها الأنفاقُ ؟
هل تَعِبت من أَسرها ؟
هل تمطّى حَولَها التَّعب ؟
أجراسُها صَدِئَتْ
والمعمدانُ على جُدرانِها شبحٌ
تَمتدُّ أُغنيةٌ للماءِ
تبحثُ عَن غَيثٍ فَلا قُزَحٌ
يُطوقُ المغطَسَ الظّامي ولا حَبَبُ
وَتَصرخُ القدس
والأبراجُ تعصرُها من الجُذورِ
واسوارُ الحِصار
قذىً بعيِن من صَمَدوا فيها
ومن ضَرَبوا
بِصبرِهِم مثلاً للصابِرينَ
فَهم على جهادٍ ليومِ الدّينِ
في كنفِ الأقصى
تَراهم والاسْتِشهاد في دَمِهِم يَسري
وفي لهفٍ نحوَ الفِدا وثَبوا
فللخلاصِ رصاصٌ لا يَطيشُ سُدىً
وللنَّدى قَدرٌ
في كَفّه حَجَرٌ
والسيفُ في حَدّه تَرسو الحدودُ
على وَجهِ الصَّدى
بِحروفٍ وَشمُها ذَهَبُ
مَنْ يقرأ اليومَ آياتِ البُراقِ
عَن الاسراءِ يفتح دَياجيرَ السّماءِ
ومن يعرُجْ إلى المُنتهَى
فالمُنتَهى رَحبُ
كُلّ الذي فوقَ صدرِ الأرْضِ من لَهبٍ
هُوَ الرَّمادُ
وَيبقى الجَمرُ في شَفقٍ منَ البَراكينِ
تحتَ الأرضِ
جَذوتُها العَنقاءُ
تَحرِقُ أسرابَ النُّجومِ
وَفي … دَمي مَشاويرُ لا يَرقى لها طَلبُ
مَهلاً بِلادي
رَأيتُ البَحرَ فيكِ طَغى
أَرغى وأزبدَ
واستعصت رَوافِدُه عَلى المياهِ
وغَطَّت موجَهُ السُّحُبُ
كَأنَّما اشتاقَ للطّوفانِ
وهوَ يَرَى نوحاً يُلملِمُ غاباتِ النَّدى
ويَرى سفينةَ القُدسِ يُفشي سِرَّها الخشَبُ
هذا صليبٌ عَلى دَرب الصُّعودِ هَوى
وَذاك محرابُ حِطّينٍ يُخضِّبهُ زيتُ الرَّمادِ
وتابوتُ الزَّمانِ حَوى
كَلَّ الملوكِ
وتاجُ المفتَري خَرِبُ
هيَّا الى القُدسِ
قد آن الأوانُ لِكَي يمتدَّ سورُ دَمي
يَرقى ليحضِنَها
ويصهرَ الطوقَ
والأغلالَ ينْسِفُها منَ الجُذورِ
ليرسو حولَها فلكٌ منَ الاراداتِ
لا يفنى لهُ أَربُ
البحرُ يلتهِبُ
والنارُ تقتَربُ
والموجُ يضطرِبُ
والشمسُ تَحتَجبُ
والقدسُ عنقاءُ هذا الكونِ
يُبعثُ منْ تحتِ الرَّمادِ شَظاها
يُبعَثُ الغَضَبُ

 

ايار- مايو 1995