دواوين شعرية – الصهيل

إهداء
إلى الذين دخلوا بطن الحصان وعبروا إلى الوطن
محفزين قناعا تهم نحو درء المفاسد
كابحين جماح التهالك
المشاركين في انبعاث الصهيل
مجسدين الحلم حقيقة نابعة
من رماد المستحيل

 حصان البحر  <<

حصان الأرض <<

حصان السماء <<

الصهيل <<



.
.
أعلى الصفحة

حصان البحر

لَنا البَحرُ .. بَوّابةٌ من خليجِ المَنافي الى وَطنِ الأُقْحوانْ

وبوابةٌ حَملتْ عِبءَ طوفانِ هذا الزّمانْ

وبوابةٌ فَتحتْ صَدرَها للموانيءِ .. حيتانُها

منْ جُذورِ اغْتِصابِ المسافاتِ جاءَتْ

لتَمسخَ قُدسيَّةَ العُنفُوانْ

وفي زَمنٍ تركبُ الرّيحُ فيهِ المَزاميرَ منقوشةً في الهَواءْ

يكونُ الذي لا يكونُ … ويَنسى السَّحابُ الشّتاءْ

ويدخُلُ سربُ الشَّظايا الى هَمَساتِ المَرايا

ويفتَحُ صدرُ الحكَايا رَنينَ الدُّخانْ

يجيئونَ كالموجِ اوَّلُهمْ في الشَّظايا وآخرهُم في الدّماءْ

ونحنُ الذينَ غَرِقْنا ركِبنا غُبارَ الجَناحْ

وطارَ الذي طارَ مِنا وفي عَتمةِ الموْجِ طاحْ

َوصِرنا على شاطيءِ الوَهْمِ اسطورةً من هَباءْ

يُلملمنا البَحرُ في جَنباتِ تضاريسِهِ .. شامخاً كالحِصانْ

طموحاتُنا في الحَوافِرِ تذوي وأحلامُنا في الرّياحْ

على الرملِ .. بينَ مساماتِ الوانهِ نَتَبادلُ سِرّ الحَياهْ

ونَملأُ جدرانَ ارْواحِنا بِخلايا التَّواصُلِ بينَ الشّموعِ وبينَ المِياهْ

ونَغرِسُ في الجيلِ عمقَ الجُذورِ وبَسمةَ لَونِ الصَّبَاحْ

ونكتمُ سرّ التكامُلِ بينَ الزّمانِ وبَينَ المكانْ

وتَرسِمُ عكّا لنا في المَدى السَّرمَدِيِّ شَموخَ الجبَاهْ

نُحاولُ ان نَتمطّى .. يُحاصِرُنا زَبدٌ مِن تُرابِ الوُحولْ

يَسدُّ على الشمسِ دربَ الوُصولْ

نُتمتِمُ .. تَنْكَمِشُ الأرض .. تعصِرُ هَمسَ الشّفاهْ

وَتَبني المَرايا حدوداً منَ الوَهْم للزمَنِ الألْعُبانْ

ويَسْكنُ فينا الحصانُ .. ونَسكُنُ فيهِ ويَمضي سباقُ الصَّهيلْ

على ساحلِ الذِّكرياتِ من الرّأسِ حَتى رَفحْ

تُطلّ عليَنا عُيونُ السَّحابِ وَطيفُ القُزحْ

ويملأُ انفاسَنَا عُنفُوانُ الجَليلْ

فَيسْكُنُ أعْماقَنا قَبسٌ من رَحيقِ الأَمانْ

يُردّدُ لحنَ الأَصيلِ ويُنشِدُ سِحر الفَرحْ

صَبرنا طويلاً. وكُنّا معَ الصَّبرِ نَبني الجُسورْ

معَ القادِم المُتَجسِّدِ في وَجَناتِ الصُّخورْ

فما تاهَ فيناَ التّحدي ولا الصبرُ فينا انْجرَحْ

وما هانَ دَمْعُ المآقي .. ولا الصَّخرُ لانْ

وظَلَّتْ رموشُ التَّصدي تُلملِمُ وَهْجَ العُصورْ

وكانَ الذّي كَانَ بَعدَ اغْتيالِ الَمعانِي وشَنْقِ السّنينْ

وأحلامُنا تَنقُش الدّهرَ وَشماً على خُصُلات الجَبينْ

نخبّئُ سِرَّ طموحاتِنا في مآقي الجُذُورْ

ودَوّامَةُ الأرْضِ تَرقصُ بَين خَليجِ النَّدَى ومُحيطِ الزَّمانْ

وهوجُ الرّياحِ تُبْشّرُ أنواؤُها باليَقِينْ

وكانَتْ مَحَاريثُنَا شَوكةً في عُيونِ اللُّصُوصِ

تآخَتْ معَ الأرضِ والتَحمتْ بمعَانِي النُّصوص

وسَدَّتْ طَريقَ انتهاكِ الثَّرى واغْتِصابَ الحَنِينْ

والقَتْ ظِلالَ الكَميِن على شَفَراتِ السِّنانْ

لكي تَسْتَجِيرَ نصوصُ المَعَاني بِفَحوى الخُصوصْ

يَدُورونَ حَولَ الحصانِ ليركعَ .. لكنّهُ ما ركَعْ

يقصّونَ اطرافَه .. يحفِرونَ .. ولكنَّهُ مَا وقعْ

يحيطونَه بخداعِ التّسَاوِي فَيَفْجُرُ فيه الشُّمُوصْ

وتَفضَحُ لحظةُ صِدقِ التَّحدَّي خِداعَ الجَبانْ

فتَنْهَارُ أركانُ وهمِ التعايُشِ بَينَ البَديعِ وَبَينَ البِدَعْ

رُفوفُ العَنادِلِ تَبْعَثُ الحَانَها والقَوافيْ

وينحازُ نهرُ الدَّمِ المُتنَاثِرِ شِعْراً لهَمْسِ الضِّفَافْ

تُكسِّرُ أوزانُهُ وَالتَّفاعيلُ عَظمَ رُموزِ الجَشَعْ

فَتعصفُ بالشِّعرِ دَوّامَةُ القَهرِ والصَّولَجانْ

وَتُزهِرُ بالاقحوانِ عيونُ الفِدا وربوعُ المَنافي

يُغنّي الترابُ نشيدَ التَّواصُلِ والذاكِرهْ

ويكشِفُ سرَّ الشموعِ وانفاسَها الثَّائِرهْ

تُحيكُ الصبايا مِنَ الوَردِ لحنَ العوافي

وترسمُ حولَ ذُرى الانبعاثِ دُروبَ الجِنانْ

ليبقى المكانُ كما يشتهيهِ فتى الناصِرهْ

تُحاولُ يافا انْتزاعَ هَويَّتِها من عيونِ السَّمكْ

فيختلطُ الصَّوتُ في حَلقِها بِصُراخِ الحسَكْ

عيونُ الزّعانفِ كالسَّيفِ تخترقُ الخَاصِرهْ

وتعبرُ جسراً منَ الحالِمين عَلى صَدرِه نَجمتانْ

تُعيدانِ تَشْكيلَ دربِ الشّموسِ وسِحرِ الفَلكْ

وللماءِ كلُّ الحَـكايا اللواتي رَوَتها رموشُ الحَيارى

وللمَوت سرٌّ تُشعُّ به جَنباتُ الصّحارى

ومِنْ عَطَشٍ تصرخُ الريحُ .. ديمونةٌ في الشَّبَكْ

فلا تَمتقعْ ايّها الموتُ فوقَ السَّريرِ الجَبانْ

فَوجْهُ الحقيقةِ في سرِّ الوانِها قَد تَوارى

لِنافذةِ الريحِ مَهْبطُ وَحْيٍ يَشقُّ التّرابْ

ويفرشُ لونَ الجُذورِ على صفحاتِ السَّحابْ

ومِنْ مطرِ اللوزِ تنسجُ نافذةُ الريحِ ناراً

وتَحْتَ الرَّمادِ تُشَعشِعُ عنقاءُ هذا الزَّمانْ

وَتسكبُ روحَ الشُّموخِ عَلى وجَناتِ الشَّبابْ

تَضيقُ العباراتُ حينَ أطُلُّ على صَفْحةٍ منْ بِلادي

ففيها اتسّاعُ السَّماوَاتِ والارضِ فيها ظَلامُ الأعادي

وفيها أراني وَحيداً وحَولي غُيومُ السَّرابْ

ومِنْها النِداءُ المُعَذَّبُ يَصْرخُ : آن الأوانْ

ليَجْمحَ فِينَا الحِصانُ ويبدأ زحفُ الجِهادِ

تَعَاويذُ شَيطانِهم تَسْكُبُُ الزَّيفَ فوقَ اللَّهَبْ

وتَغْزو سِهامُ التَّمطّي كَرامَةَ كُلِّ العَربْ

ونَحنُ الذينَ على شاطيءِ البحرِ نُدركُ سِرَّ الجِيادِ

وتَصنعُ منا الحِجَارَةُ سِرْبَ مَداميكَ تبني مَزايا الكَيانْ

فنفصل في لحظةِ الحَسْمِ بين عناقِ النفاقِ وَبينَ الغَضبْ

سَمعنا عَنِ المَوجِ يَخْتَالُ فوقَ رؤوسِ الجِبالِ

وعَنْ واحَةِ الثَّلجِ تَنزِفُ عطراً شَهِيَّ الظِّلالِ

وَعَنْ مَطَرٍ يَعبُرُ الأرضَ يغمرُ صَدْرَ النَّقَبْ

وَعَنْ فارسٍ يكْسِرُ الماءَ عندَ حُدُودِ الرِّهانْ

وَيُعلِنُ عَن قبضةِ الفَجرِ عِنْدَ اقْتِحامِ اللَيالِي

رأَينا حُدُودَ المَنافي تَصيرُ رَمَاداً ونارْ

رأَينا الرُّخامَ بريقَ الشَّهادةِ في كُلِّ دارْ

وكنَّا نُرَتِّلُ شِعْرَ الجنوبِ ونقرأُ سِفْرَ الشَّمالِ

وَتَهْطُل بَصْماتُنَا مَطراً عِنْدَ كُلِّ امتحانْ

فتعصِرُ أرواحُنا الشَوكَ حتّى يذُوبَ الحِصَارْ

لنا ها هُنا في زَوايا الحِصانِ حُدُودُ الأَمَلْ

ومِنْ حَولِنا نَسْغُ احْلامِنا يَصُبُّ النَدى في عُيونِ السُّبُلْ

وَيغْطُسُ تَحتَ ظِلالِ الهَدِيرِ وَيَلثُمُ بالسّحرِ ثَغرَ المَحارْ

يوزّعُ عِطْرَ اللآليءِ بينَ شَذا البُرتقالِ وهَمْسِ الكَمانْ

فَينسابُ إِسمُ فلسطينَ في البَرِّ والبَحرِ فوقَ شِفاهِ الأزلْ

مَحَاجِرنَا تَتَفَجَّرُ غيظاً وتَحْمِلُ عِبءَ اقتحامِ الدُّموعْ

سَواعِدُنا تَقْطَعُ الصَّخرَ بين انامِلها وتُضيءُ الشّموعْ

شِفَاهُ التَراتِيلِ تَقْطُرُ عِشْقاً تذوبُ على جانِبَيْهِ القُبَلْ

وتحفرُ ايامُنا بالاظافِر دَهْرَ المَدى وَهَديرَ الثّوانْ

ليَسْطَعَ تاريخُنا في الذُّرى وَيَلْمعُ في الأُفْقِ عَصْرُ الرُّجوعْ

على هامشِ القَهْرِ كُنَّا نُخَبيءُ أعلاَمَنا في وَجِيبِ القلوبْ

وكُنّا نُفَتِّشُ بين زَوايا التّشتتِ عَنْ وَمْضَةٍ للدروبْ

وَنَحلُمُ كيفَ الزمانُ سيَفرضُ سُلطانَه لتعودَ الجُموعْ

وسَيِّدُنا البحرُ .. شاطِؤه السيفُ يَقطعُ أحلامنا بامْتِهانْ

و نَسْأَله العَفْوَ تَعْصِفُ أمواجُهُ وَتَفيضُ علينا الذّنوبْ

تَضيقُ عَلينَا مَعَاني الصُّمودِ وتفتحُ قَسراً دُروبُ الرّحيلْ

ومن زبدٍ نَصْنَعُ الشَوكَ نغرسُ في ارضِنا قصّةَ المُستحيلْ

ويملؤُنا هَاجِسٌ من ضِياءِ التحدّي .. تَهبُّ رياحُ الجَنوبْ

أناشِيدُها تَسْكُبُ الشِعْرَ نوراً وأَمواجُها رَقْصَةُ الغُصْنِ بانْ

وَسَاحَاتُنا واحةُ العُنْفُوانِ اليها مِنَ النّيلِ يأتي الصَّهيلْ

كَبِرنا على شَفةِ الذّكْرياتِ وكان المُغَنّي يَصبُّ النَّشيدْ

على وترٍ من رُموشِ المَهَا يَرِنُّ على قبضةٍ من حَديدْ

ويعلو هَديرُ انفجَارِ الصَّدى تدوِّي تضاريسُهُ في الجَليلْ

فَنركبُ سَرجَ الزَّمانِ المُثيرِ على صَخَبٍ نارُهُ شَمْعتانْ

يَموتُ الوَميضُ وَيَنْزِفُ دَمْعُ الشُّموعِ على نَغَماتِ الصَّديدْ

وكُنَّا فَتحنَا غِمارَ المَفاصِلِ والسِّرُ فينا على الأُفْقِ لاحْ

حَرقْنا عهودَ كَمينِ الحِصانِ فَأصْبحَ كلُّ حَرامٍ مُباحْ

رَأيَنا الطُّغاةَ وقَدْ أدْبَروا تُحاصِرُهُمْ نغماتُ الوَعيدْ

تَضيقُ على السَّارقينَ الدروبُ فَتفضَحُ الوانَهُم واللِّسانْ

وَتَنهارُ فيهم أُنوفُ التَّعالي ويَخْرسُ فيهِم فَحيحُ السِّلاحْ

ومن هَلَعٍ يركَبُونَ الخُرافَةَ والسِّحرُ يكبُرُ خَلفَ الَمرايَا

وكلُّ التعاويذِ خَلفَ المتاريسِ صارتْ شَظايَا

ويهطِلُ غيثُ الدُّموعِ ليَنقُشَ فوقَ الصُّخورِ نَشيدَ السَّماحْ

وَتجثو على رُكْبَتَيها النُجومُ وتغرق في وَحْلِها والهَوانْ

وتذرفُ شمسُ التَّماسيحِ نَهْرَاً تفيضُ عَليْهِ دُموعُ الخَطايَا

وكَالحُلْمِ في لحظةٍ من سوادٍ اطلَّت على الارضِ شَمسُ الحَقيقَهْ

سرابٌ على خُلَّبِ الأمْنِياتِ خَرابٌ على النَّزواتِ العَريقهْ

ولِلزّيفِ نافذةٌ من دُخانٍ يُلمْلِمُ اطرافَهُ والبَقايَا

وينزفُ باقاتِ حُزْنٍ تذوبُ مَعالِمُها في مُحيطِ الزَّمانْ

ومن خَجَلٍ يَتَرَدّى الحصانُ بِنا لِمَهاوِي المياهِ العميقهْ

غَرقْنا وَلكنَّنا لَمْ نَمُتْ هُزِمنا وَلكننَّا لم نُساوِمْ

وَنصْلُ العُروبَةِ في كفِّنا يَشُقُّ طريقَ العِنادِ المُقاوِمْ

نُلملمُ أَشلاءَنا بينَ كَفِّ السَماءِ وكفِ العُهُودِ السحيقهْ

ونَجْمعُ أحلامَنا بينَ بَحرٍ يَصُونُ الحُدودَ ونهرٍ يُصانْ

يُخَبِؤُنا البحرُ في جَوفِهِ ويدفعُ عنَّا ذِئابَ المَواسِمْ

وتبدأُ رحلةُ عشقِ الصُّخُورِ على شفةٍ من ترابٍ حَزِينْ

تَلوحُ مع الأُفْقِ دَوَّامةٌ من الرَّفضِ في زمنِ الراكعينْ

صَحَارى الشَّماتّةِ طيفُ الزُّعافِ تَغُوصُ براثِنُها في الجَرائِمْ

وللبحرِ بوابةٌ لا تُردُّ وللماءِ في البرِ بوابَتانْ

وتتَّحدُ الارضُ بالارضِ تصبحُ نَصْلاً يطوقُهُ الياسَمينْ

تَفيضُ دُموعُ الخُرافاتِ تَحتَ جَناحِ البُراقْ

َويلتَهبُ الصَّخْرُ في القُدسِ دُونَ احتراقْ

وتَنسدُّ نافذةُ الله في وَجْهِ من يَسْتَكينْ

وللنَّارِ في زَحْفِها نَحوَ بَابْلَ أُسطُورَتانْ

تُعيدانِ للماءِ والنّارِ سِحْرَ العِنَاقْ

وللقدسِ ذاكرةُ المَطَرِ الموسِميِّ الَّذي يتجاهلُ قَيدَ الحُدودْ

تدورُ عليها الدَّوائِرُ تَرْحَلُ ..تَأتي .. وتَنأىَ .. تَعودْ

وفي لحظةٍ يُصبحُ الامر في ظِلِّها لا يُطاقْ

تُطلُّ فلسطينُ كي يترسَّخَ فيها خُلودُ المَكانْ

وتنتفِضُ القُدسُ كي يترسَّخَ فيهَا ومنهَا مكانُ الخُلودْ

وَيتَّسعُ البَحرُ … يَفتحُ صدرَ التَّماسيحِ تَزحَفُ نَحو الجِراحْ

فَكمْ مِن حِصانٍ تَلاشى مع الليلِ. كَمْ مِنْ حِصانٍ ذَوى في الرّياحْ

ولكنّّ وحدةَ صَمتِ التّرابِ أعادت الى الأرضِ سِرَّ الوُجودْ

فَلم يَتردَّدْ هَديرُ الارادةِ . أصبح في أرضِنا وَثبَتانْ

تُعيدانِ للنّاسِ معنى الحَياةِ فتسطَع في الأفقِ شمسُ الكِفاحْ



.
أعلى الصفحة

 حصان الارض

لنّا الأرضُ بوّابةٌ للذّهابِ وبَوّابةٌ للايابْ

وبوابةٌ تفتحُ الشمسَ فوقَ حدودِ السرابْ

وتأتي المسافاتُ منْ شاطيءِ البحرِ للنهرِ

تبحثُ بينَ مساماتِ صُوّانها عنْ بقايا الجوابْ

ويتَّحدُ البرُّ بالبحرِ يبدأُ عصرُ الشبابْ

لنا الأرضُ .. فيها وَمِنها لنَا ذكرياتُ العبورْ

وشَمسُ الكرامَة ِتَْسطَعُ في وَجَناتِ الصُّخورْ

ويرحَلُ عَنّا غُبارُ الهَزيمةِ يَسْكُنُ فينا بَريقُُُ الشِّهابْ

وَيَجتاحُنا مَطرٌ لا يَذوبُ وتَرنو الينا عُيونُ السَّحابْ

وَيَنسجُ عصرُ التَّحدِّي الجسورَ على وترٍ من رخامِ القُبورْ

ومَنْ هَربُوا من ظِلالِ حِصانِ التَّحَدّي اسْتَطابُوا ظَلامَ الهُروبْ

وَمنْ صمَدوا في عُيونِ السَّحابِ اسْتَقامُوا وصَانُوا عُهودَ القُلوبْ

وَرأسانِ غابا مَعاً في الصَّهيلِ يُعيدان ذِكرى عِناقِ العُصورْ

وفي القُدسِ سَيفٌ يَشقُّ الخُلودَ على صَخرَةٍ من بَقايا الغِيابْ

تُردِّدُ لحنَ البُراقِ المُجَلَّى على شفَقٍ من سَماءِ الدّرُوبْ

وتَتَّسعُ الارضُ للسّارقينَ عُيونَ السّنابلِ والذكرياتْ

وَتجثو على رُكْبَتَيها النجومُ لتمسحَ عن وَجهها السَّيئاتْ

ويَتَّحدُ النَّاسُ والارضُ فيهم دماءٌ تُفجِّرُ بَحْرَ الذّنُوبْ

وتَبدَأ صفحةُ عشقِ التُّرابِ تَدقُّ مَساميرهَا في التُّرابْ

وتُرسي على وجنَات الجَليل شُعاع النَّدى ونشيدَ الحياةْ

وما كانَ للارضِ ان تَنحني وما كانَ للارضِ انْ تُستباحْ

وما كانَ للغمدِ أنْ يتجمَّد من صدأٍ فوق نَصْلِ السّلاحْ

وتَنفجرُ الارضُ حينَ تُحطّمُ اصفادَها وَتُذيبُ الشَّتاتْ

وتنسجُ نافذةُ الاقحوانِ رُموشاً لسيفٍ نَديِّ القِرابْ

يلوحُ على وطنٍ في الظَّلامِ لينشُرَ فيهِ رياحَ الصَّباحْ

وللارضِ يومٌ تُغادِرُ فيه نداءَ الصَّدى وحُدودَ الزَّمانْ

وتَسكنُ في عالمٍ من شعاعٍ تُطلُّ على وجنَتَيهِ الجنانْ

وَيأتي التُّرابُ صحارى مِنَ القَحطِ تبحثُ عن صَوتِها في الجِراحْ

وتأبى الحجارةُ أن تَسْتكينَ فتُنشِبُ أَظفارَها في الرِّقابْ

ويفتحُ لحنُ الصّهيل الدُّروبَ ويَحْتَضِنُ الارضَ صدرُ الحِصانْ

وَتأْتِي القُرى تَحملُ العُشْبَ في راحَتَيْها وتكسو الجبالْ

وبالامَّهاتِ قُلوبُ المَدَائِنِ تنشُرُ غاباتِها للرّجالْ

وتحكِي الصُّخورُ عنِ الخُطُواتِ التي تَهَبُ الارضَ مَعنى الحنَانْ

وَتبعثُ روحُ الحليبِ الشّهادة مَسْكونةً برَحيقِ الرّضابْ

وَتمتَليءُ الارضُ بالأمَلِ المُتجذّرِ فيها بِروحِ النّضالْ

وَتأتي المعاركُ بعدَ المعارِكِ يَزدادُ في الناسِ بَأسُ الصّمودْ

ويخرجُ عَنْ صمتِهِ المُهْرُ كالسَّيلِ يَجتَاحُ يَكسِرُ حَدَّ القيودْ

وتُرسِلُ شَمسُ المَواسِمِ أطيافَ الوانِها وتُغطّي الظِلالْ

وللبَحرِ بَوَّابةٌ للسؤالِ وللنَّهرِ بَوَّابَةٌ للجَوابْ

وَفي القُدسِ بَوّابَةُ اللِه مِنها عَلى الارضِ يرسُو حِصانُ الخُلُودْ

وكانَ الذي كانَ رغمَ انْقِشاعِ الغُيوم وصَحْوِ بَريق النَّدَى

وكانَ الجموحُ يَسُدُّ الطريقَ على الرَّاقِصينَ لِغير الهُدَى

ويختصر الليلُ مشوارهُ والظلامُ يصارعُ قَيدَ الحُدُودْ

وتَبقى المسافَةُ بُعدَ السماء عن الارضِ بينَ النَدى و السَّرابْ

ويَنطلق المطرُ الفَتْحوِيُّ يصب على الارضِ سَيلَ الفِدَا

ُغبارُ التَّصدّي يُصارعُ دَوّامَةَ الرَّمْلِ وهي تَسدُّ العُيونْ

وعاصِفةُ الماء تَنفثُ ريحَ التَّحدّي وتكسِرُ شَمسَ الجُنونْ

ويفتحُ صدرُ القُبور الرَّمادَ على صفحةٍ من عُيونِ الرَّدَى

تُحاوِرها ساعةُ الصِفْرِ وهي تُغنِّي مَع اللَّيلِ لَحْنَ العَذابْ

وتسحقُ نزوةَ ان لا نكونَ لتزهِرَ .. كُنّا .. وحتماً .. نَكونْ

يقولُ المُغنّي الذّي عَزَفَ الشِّعْرَ : إنّ فلسطينَ أرضُ القَداسَهْ

وإنَّ على أرضِها للْبُراقِ مَزارٌ وَلِلّهِ فيها سِياسَهْ

وشمسُ الظهيرةِ في القُدسِ تُلقي على صخْرةِ اللهِ رُوحَ السُّكونْ

ويَلتَحمُ النُّورُ بالظلِّ يرسمُ جَنّةَ عَدْنٍ لها الفُ بَابْ

لكلِّ الذينَ سَعَوْا نحو تَحريرِ يَافَا وَليسَ لِكرسي الرئاسَهْ

وكانَتْ بِداياتُ وَهْجِ الصَّهيلِ تُردِّدُهَا واحةُ الأَحْصِنَهْ

مِن الارضِ للبَحرِ مَدٌّ وَجزْرٌ وموجُ السَّماء رُؤَى مُؤْمِنَهْ

تُغطي مساحاتِ كُلِّ الدُّروبِ وتُعطِي لكلِّ صَهيلٍ مَقَاسَهْ

وتذكي أُوار اللّظى في الترابِ وتبعثُ في كل ظُفْرٍ ونابْ

فَريضةَ ما أنزل اللهُ أنّ على مَنْ بَغَوْا ذَلَّةُ المَسكَنَهْ

وحَينَ تَلاقَتْ عُيونُ الصَّهيلِ وحطَّتْ على نَغَماتِ الوَسَنْ

تَصاعد لحنُ الحواجزِ بَراً وبحراً وجاوَزَ حَدّ الزّمَنْ

ومدَّتْ رموشُ التحدِّي السُّيوفَ لتجثَثَّ امراضَها المُزْمِنَهْ

وطافَتْ عيونُ الدّوالي تُفتّشُ بَينَ الصّخُورِ عَن الأقْتِرابْ

لِتَعْصِرَ في كأسِهِ مَطرَ اللّوْزِ تَسكبُهُ في عُيونِ الوَطنْ

وفي زَمنِ الأِقترابِ مِنَ الأرضِ تَهوي عَنِ الارضِ أَثْقالُهَا

وتَهتزُّ فيها عُيونُ النّخيلِ ويمتدُّ للشمسِ زِلزَالُهَا

يَصبُّ الربيعُ على وَجَنَاتِ السَّناسِل ماءً وَوَجْهاً حَسَنْ

ويكتملُ الشّرقُ بالشَّوقِ يختلطُ الإقْترابُ مَعَ الأنْسِحابْ

ويَصحُو النَّدَى وشَفَاهُ النسيمِ تُلمْلِمُ بالنّورِ اوْصَالَهَا

وشَمسُ الحصَادِ بِلا مَوْعِدٍ تَجيءُ ويَبدأُ سيفُ الصَّهيلْ

وتَكْمُنُ بينَ شُقوقِ التّفاؤلِ نافذةٌ لا تُحبُّ الرَّحيلْ

وتَبقى جُذورُ التَّحَدِّي تَصولُ وتمحُو عَن الارضِ أوحَالَها

وتفرشُ شَاطِئها بالبنفْسَجِ والعشبُ ينشرُ لحنَ الخصابْ

وينفجرُ الليلُ قَبلَ نِداءِ الصَّبَاح الُمطِلِّ بوجهٍ جَميلْ

ويَأتي نِداءُ القُرى لمغارسِ زَيتونِها ومغاني الكروم

ويمطرُ حُلمُ الحِصانِ الأَماني لتغرقَ في راحتَيها الغُيومْ

قديماً رَحلْنَا .. وها نَحنُ عُدْنا الى الوَعْدِ بَعد غيابٍ طَويلْ

فكمْ عثرةٍ ضَيعَّتْ في الدُّروبِ شَواخِصهَا واختفَتْ في الضَّبَابْ

وها هي شمسُ الحِصانِ تقومُ وتفتحُ في الأفقِ دَرْبَ النُّجومْ

تَقولُ الحِكاياتُ أن الدُّروب الى قلبِ طروادةٍ مُغْلَقهْ

وأنّ التي نَسجَتْ صوفَها تَهاوتْ على رأسِها المِطْرقَهْ

وانَّ لبطنِ الِحصانِ تعاويذَ تحميه من نَزَواتِ الخُصومْ

وان الرياحينَ حولَ القُبورِ تُحاول ان تطردَ الأكتئابْ

ويعلو النَّشيدُ يَصبُّ الغُيومَ على شمسِ أحْلامِهِ المُشْرقَهْ

صَبَايا النسيجِ يُرتّلْنَ لَحنَ الَهديلِ وينشُرنَ بيضَ الصَّنائِعْ

ويصْبِغنَ بالكُحلِ سحرَ الرّموشِ ويغزلنَ بالحقدِ سودَ الوَقائعْ

ويَمْتدّ لحنُ الصَّهيل معَ الدم تعصرهُ لفحةُ المَحْرقَهْ

تشكلهُ علماً في الرمادِ وَعنقَاءَ تحرقُ بابَ الغيابْ

وتسكبُ فيه مُروجُ فلسطينَ نبضَ الرياحِ وخُضرَ المرابِعْ

ويكتملُ الخوفُ للذَّبحِ حين تُحاصِرُ كفُّ الصِّبي العَلَمْ

يُرفرفُ مثل جَناحِ الصُقورِ وَيفرشُ انفاسَه في القِمَمْ

ويصعدُ .. يصعدُ والكهرباءُ تقدمُ قُربانها للمَدافِعْ

وينتحرُ الخَوفُ والطِفْلُ يغرسُ راحتَهُ في عُيون السّحابْ

ويسقطُ … يجعلُ شَمسَ فلسطينَ تصعدُ تصعدُ فوقَ الأمَمْ

تُحاولُ امُّ الشَّهيد البكاءَ فيعصِرُها كِبرياءُ الفِداءْ

وتَحرِمُها نبضاتُ الخُلودِ من الحُزنِ .. تَدفَعُها للغِناءْ

وتَعلو زغاريدُ امّ الشَّهيد ويحضِنُ لحنُ الاباءِ الشَّممْ

تجيءُ الطيورُ الحيارى رُفوفاً لتدفنَ اعشاشَها في التُّرابْ

فينفضُ عنها الشهيدُ الترابَ وينشُرها في رحابِ السَّماءْ

من النهرِ للبحرِ كُل الشواطيءِ تحضنُ أحلامَها والضِّفافْ

وكل المرافيءِ تحملُ سرَّ دموعِ السَّحاب وسرَّ الجفافْ

ونافذَةُ اللهِ تبعثُ بينَ سطورِ النَدى خفْقَةً من ضياءْ

يُلَوِّنُ أطرافَها النّرجِسِيَّةَ ثغرُ الظلامِ ورِمشُ الضّبابْ

ويصنعُ من وهجِها باقةً من الشَّهدِ جاهزةً للقِطافْ

تَمدُّ الشرايينُ عبرَ الحُدودِ حَوافرها وتصبُّ النَّشيدْ

على شَفةٍ من دمٍ لا تُقبّل في الارضِ غير شفاهِ الوَريدْ

يُحاصرها وجعٌ من شفاهٍ تردَّتْ وعشّش فيها الزّعافْ

وَيَسكنُها قلق من نُفوسٍ تُرصّعُ بالسم شَهد الرّضابْ

وتقسم أن تركبَ الشمسَ ليلاً لتسكبَ فيها الشفاهُ الجليدْ

قديماً ارادوا فلسطينَ نَصلاً يُقَطِّعُ أَوصالَ حُلْم العَربْ

ويغمرُ اجفانَهم بالقَذى ويُسكِرُ أشْلاءَهُم بالطَربْ

ويغرسُ فِيهم بُذورَ الخُنوع ويملأُ ارواحَهم بالصَّديدْ

ويجعلُ غابتَهم مرتَعاً مِن الوهم تسرحُ فيه الذّئابْ

تُحاصرهُمْ باقتلاعِ الجذورِ وتسرقُ منهم شعورَ الغَضبْ

قَديماً ارادوا .. ونحنُ الذينَ اردنا وندركُ سِر الهَدفْ

ونعرفُ انَّ حدودَ فلَسطين مصبوغةٌ بدمٍ قَد نَزفْ

ونعرفُ حينَ يلوحُ التردي بانيابِه أين كانَ السَّببْ

وحينَ يكشّر وجهُ التحدّي لدينا لكلِ سؤالٍ جَوابْ

ِلتبقى فلسطينُ صدرُ الحصانِ مرصعةً بنجومِ الشَّرفْ

سَئمنا حديثَ الخروجِ عن النّصِّ جئنا نفتّشُ عن مُعجِزهْ

كأنَّ التعاويذَ تأتي لنا بعصرٍ ركائِزهُ مُنجَزَهْ

ويومَ قلعَنا جُذورَ الخُرافةِ ذابتْ مَعاني انْتظارِ الصُّدَفْ

وأصبحَ للأرضِ كفٌّ تُطوقُ ألوانُها أزَماتِ العُصابْ

وأصبحَ للعقلِ عينٌ تُفرِّقُ بين التفاعُلِ و النَّرفزهْ.

بمن يستجيرُ الذينَ عليهِمْ تَهاوتْ حِجارتُنا كالمَطرْ

وكانتْ عيونُ السَّماءِ تُطلُّ وتنقُلُ أخْبارنا للبَشرْ

ويَسقطُ سحرُ السِّلاحِ العتيدِ وصورةُ أطفالِنا مُبرَزهْ

تَهزُّ الحديدَ… تُغني النَشيدَ وتصنعُ منْ لحظاتِ العَذابْ

نجوماً تُحيّي صمودَ القَضاءِ وشمساً تحيّي انتِفاضَ القَدرْ

على شاطئ الأُقحوانِ المُعذَّبِ كانتْ ستائِرُنا مُسدَلهْ

وكانَ الحوارُ يشدُّ السلامَ الى عُنُقٍ فوقَها مِقْصَلِهْ

وسيلُ الشعاراتِ يَنهارُ كالوحَلِ في الليلِ فوقَ جَبينِ القَمرْ

يَسدُّ الطريقَ على العاشقينَ ويفتحُ بابَ النَّدى للذِئابْ

ويَبني على القدسِ سوراً جديداً لتبقى مَسالكُها مُقفلَهْ

وينشر فوقَ رؤوس الجبال رماحاً تسدُّ طريقَ العُبورْ

فَينتَفِضُ الحُلمُ وَالشَّفقُ السَّرمدِيُّ يُطَوقُ وجهَ الصُّخورْ

يُطرِّزُ صَدرَ الكُرومِ بِوشمٍ يُبشّرُ بالدولةِ المُقبِلهْ

ويرسمُ بالماءِ صدرَ الحصانِ المعربِدِ في زمنِ الاغْترابْ

يَشقُّ الصهيلُ قبورَ الحواةِ ويمحقُ ذِكرى حواةِ القُبورْ

وللسربِ دربٌ وللخارجينَ رؤىً تَتعثَّر وسطَ الظّلامْ

وللدربِ حدٌّ يوحِّدُ بينَ روابي القُرى وشموخِ الخِيامْ

ولا يستريحُ المَدى حينَ يطغى الغُموضُ ويلوي رقابَ الأُمورْ

ويصبحُ للكفرِ قانونُه المُجلّي على زمنِ الارتيابْ

يذوبُ السرابُ ومِن تحتِ حدِّ البَساطيرِ يبزغُ عصرُ السَّلامْ

كلامٌ كلامٌ ويبقى التُّرابُ يعفّرُ وجْهَ الزَّمان الحَزينْ

ويفتحُ لـلـراكِعينَ الشُّقوقَ ويرفعُ للصامِدينَ الجَبينْ

وللأرضِ أوسمةٌ لا تُرَدُّ ولا تَتَرددُ في الأِقتِحامْ

تَدوسُ حوافرُهُا الشوكَ تغرسُ في الشَّمسِ نافذةً مِنْ شِهابْ

تَصونُ عهودَ الزَّمانِ وتَحفَظ سِرَّ الشَهادةِ للثّائِرينْ

ويَأتي معَ الفجرِ طيفٌ يلملِمُ أشلاءَهُ ويشُدَُُّ السَماءْ

بأوردةٍ من لَهيبِ الشَّظايا عَليها وشاحٌ مِنَ الكِبْرياءْ

يُحاول أن يربِطَ الأرضَ بالشَّمسِ يَنسجُ من رَجفَةِ الخائِفينْ

ملامحَ أُغنيةٍ للسَّلامِ وجِسراً يكسّرُ ثلجَ الغِيابْ

ويفتحُ أبوابَ أرضِ المَحبَّةِ للحافِظينَ عهودَ الفِداءْ

يَعودون بالحُلم رَغمَ القُيودِ وَينتَشرونَ كَقطْرِ النَّدى

ويَسْتلهمونَ بُخارَ العِظامِ ويَسْتَرجِعونَ دروسَ المَدى

وصَدرُ الحصانِ يشقُّ السَّماءَ ويَسبحُ في صَفَحاتِ الدِّماءْ

ويفتحُ للعائِدينَ الدُّروبَ ويدفِنُ أحلامَهُ في التُّرابْ

وينتظرُ الوحيَ …. يأتي النشيدُ يرددُ ألحانَهُ في الصَّدى



.
أعلى الصفحة

حصان السماء

سَماءٌ لنا هَطلتْ بالمنُى لملَمتْ أْرضَنا والبِحارْ

سَماءٌ تُطلُّ على الشَّمسِ من واحةٍ غَرِقتْ في عُيونِ المَحارْ

تُغَطّي حُدودَ المنافي وتَجْمعُ باقاتِ أَحلامِنا باْقتِدارْ

وتَحكي عَنِ الذكْرياتِ اللّواتي نَسجْنَ من الليلِ وَجْهَ النّهارْ

وَعنْ فرحٍ دافِقٍ من شُموعِ الإرادةِ يكسِرُ حَدَّ الحِصارْ

لَنا في السَّماءِ شَبابيكُ من فِضَّةٍ أَغلقَتها رياحُ الغَضَبْ

تَدوسُ المسافاتِ تَعصِفُ والحلمُ يَرجفُ تَحتَ سِياطِ اللَّهبْ

ومَن غَبَشٍ في السَّحابِ تلوحُ حدودُ فلسطينَ نوراً وَنارْ

تُغطّي الجبالَ عيونُ النَّدى وفي المتوسّطِ إكليلُ غارْ

يُتوِّجُ في عتمةِ الموجِ روحاً تُعانِقُها قبضةٌ مِن ذَهبْ

أَراها بلاديَ كفّاً تضمُّ أَصابِعَها قِطعةً من جَسدْ

وحَدُّ السكاكينِ باسمِ الخُرافةِ يقطعُ أوْصالَ أمِّ الوَلدْ

يلوحُ مع الأفقِ سرُّ الإلهِ وَيَخْفِقُ في القدسِ قَلبُ العَربْ

وَ يَلتَئمُ الجُرحُ فَوقَ صَديدِ الجدالِ وتحتَ غُبارِ الحِوارْ

فَتَنْفجرُ الكفُّ أشلاءَ وهمٍ يَصوغُ لكلِّ زَعيم بلدْ

وَفي قمَّةٍ لملَمتْ ما تَبعثر منْ شَرفِ الأنتِماءِ الأَصيلْ

تقلَّصَتْ الأرضُ في بُقعَةٍ تَضيقُ على واحَةٍ منْ نَخيلْ

وَمن خَلْفِ ظَهرِ المروءَةِ كانَ العِناقُ نفاقاً وحَبلاً مَسدْ

وكانَ الضَّميرُ الذي غَابَ يَلمحُ بينَ الصُّراخِ حُروفَ الشّعارْ

يُردّدُ أَنَّ الطريقَ الى قَلبِ طِروادةٍ تركُهُ مُستَحيلْ

وَما تَركوهُ ولكنَّهم ضَيَّعوهُ على هامِشِ الإخْتِلافْ

فَصار لكل زَعيمٍ طريقٌ وصارَ لكلّ طريقٍ ضِفافْ

وأصبحَ للحالمينَ سبيلٌ الى اللهِ يأخُذُ شكلَ الرَّحيلْ

وتمتلئُ الشَّمسُ بالنورِ ليلاً لتسكبَ ألحانَها في النَّهارْ

يطيرُ النَّدى عَن شِفاه الثَّرى ويَتْركُ للريحِ ثوبَ الجفافْ

وكانَ لِكلِّ حَديثٍ صَدىً تُردّدِهُ الأعينُ الخائِفهْ

وتَهتزُّ تحتَ التّرابِ العِظامُ وتهجُرُ أشلاءَهَا النّازِفَهْ

ويزحَفُ نهرُ المواسِم يُعلِنُ : يا قومُ هذا أَوانُ القطافْ

تَشدُّ الأصابعُ عُنْقَ الثِّمارِ وتسكبُ أسْرارَها في البِذارْ

تَهوجُ الرّياحُ ويعلو الصِّياحُ ليعلنَ عنْ مولِدِ العاصِفهْ

ويَتكئُ الخَوفُ فوقَ رَمادِ الغُيومِ فينزِفُ دَمعُ المَطَرْ

وَترتَفعُ الرّوحُ في وَثْبةٍ تُحطِّمُ كلَّ قيودِ الخَطَرْ

ويتحدُ الماءُ بالماءِ سِرّاً فتنطَلِقُ اللَحظَةُ الجارِفَهْ

ويأتي المَدى خاشعاً للنَّدى يَصونُ الوُعودَ ويحمي الذِّمارْ

يصُب النَّشيدَ على الذكرياتِ ويتركُ في كل عَينٍ أَثرْ

مَلائكةُ اللهِ تَرقُبُ كيفَ الى الأرضِ يَزحَفُ عُشّاقُها

وكيفَ على جسدٍ من ترابٍ تجلَّتْ منَ الرّوحِ أَشْواقُها

وكيفَ استحالتْ رُموشُ السَّماءِ نسيماً يُظلِّلُ وَجْهَ البَشَرْ

وكيفَ إذا جاءَ نصرٌ منَ اللهِ فالفَتْحُ بوابةُ الأنْتِصارْ

فهيّا أعبُروا فالكرامَةُ سِفرٌ منَ المجدِ تحميهِ أَحداقُها

تجمعتْ الارضُ في قبضةٍ يطوفُ عليها حصانُ السماءْ

ويرسمُ خارطةً من شواظٍ تفجرُ في الارضِ سرَ الضياءْ

وفوقَ حدودِ الكسوفِ ضفائرُ للشمسِ يصعبُ احراقُها

تصبُ الشظايا على الذكرياتِ وتسكنُ في بؤرةِ الانفجار

تغطي دروبُ الشموعِ الجراحَ وتسكبُ في الروحِ سحرَ الإباءْ

على صفحةٍ من رياحِ المصيبةِ صارَ الضميرُ اسيرَ الحدودْ

ملونةٍ باغتصابِ الهواءِ مكبلةٍ بالغبارِ الحقودْ

يطوقُ فجرُ السحابِ المعاني ويصبغُها بهديرِ الدماءْ

ويتسعُ الشوكُ حولَ المخيمِ يكتمُ فيهِ شعاعَ القرارْ

ومنْ مطرٍ تتشظى الدماءُ وتعصفُ بالشوكِ شمسُ الورودْ

تدورُ الدوائرُ ؟؟ حولَ الهويةِ تسرقُها من جفونِ المطرْ

وتشدو الرياحُ نشيدَ السياجِ وتعزفُ لحنَ جنونِ البشرْ

وتصبحُ احلامُنا مضغةً على خطوةٍ من عرينِ الاسودْ

فلا شجرٌ يحملُ الذكرياتِ ولا سيدُ القومِ يحمي الدّيارْ

ويأتي القرارُ من البندقيةِ يرسمُ لونَ جوازِ السفرْ

فمنْ ذا يسدُّ دروبَ الشموخِ ومن ذا الذي يتَحدّى الشَّهادهْ

تصبُّ ملامِحَها في الكيانِ وتسكبُ في الروحِ معنى الارادهْ

ولا تنحنيْ للقَضاءِ وتنسجُ من عِزَّةِ النفسِ درعَ القَدرْ

لها في السماءِ حصانُ الالهِ يشقُ دروبَ المعانيْ الكبارْ

ويكشفُ فوقَ ترابِ فلسطينَ سرَّ الخلودِ وسحرَ العبادهْ

وتكبرُ زيتونةُ الدارِ تحملُ في نسغها عبقَ الخالدينْ

متوجةٌ بعيونِ الرخامِ مسورةٌ بشذا الياسمينْ

تفتشُ بينَ مسامِ الجذورِ على قطرةٍ من رحيقِ السيادهْ

وتعصرُ فوقَ جراحِ المعابرِ ليمونةَ الصبرِ والانتظارْ

لتسقطَ اسطورةُ النصرِ بالمَطِّ تحتَ عنادِ المِلحِّ الأمينْ

وفي قفصِ الصدرِ كانَ التأوهُ يكشفُ سرَّ طموحِ الحصانْ

وكانت تضيقُ على العابرينَ مساحةُ وردِ الندى في الجنانْ

وتحبو على رُكبتيْها النّجومُ لتعبرَ بوابةَ العائدينْ

وترسو الشَّواطيءُ والموجُ يكسرُ حولَ الصخورِ حدودَ البحارْ

يُجمِّعُ فوقَ شفاهِ الحصانِ شعاعَ التمردِ والعُنفوانْ

وبيْنَ السماءِ وبينَ الترابِ مواثيقُ منقوشةٌ في الصدورْ

ترتّلُ لحنَ البراقِ الذي حملَ الانبياءَ وشقَّ الصخورْ

ويجتمعُ الشملُ .. حتى زوايا الحصانِ استضاءتْ بنورِ الامانْ

وكلُّ الذيْ كانَ اصبحَ يرصفُ دربَ النشيدِ ولحنَ المسارْ

واصبحَ للارضِ سقفٌ تظللهُ الشمسُ حتى ظلامِ القبورْ

ولمْ ينتهِ الفصلُ بينَ الشراعِ وبينَ شعاعِ الزّمانِ الغريقْ

ويفضحُ وحلُ الصّدى المانحينَ الذينَ يسدّونَ حلمَ الطريقْ

ومنْ صخرةٍ اقسمتْ انْ تصبَّ شذا النّسغِ فوقَ شفاهِ الجذورْ

وانْ تفتحَ الارض نافذةً للسماءِ وبوابةً للمطارْ

نقشنا علىْ مقلةِ الشمسِ سرَّ انفجارِ التحدي ولحنَ الرَّحيقْ

ويَبدأُ فصلُ المآقي عن النورِ و الأغنياتِ عن الأحرفِ

فطروادةُ اكتشَفت لَحظَةَ الخوفِ تُمطرها صهوةُ المخْتَفي

وينفجرُ السورُ حولَ الخرافةِ تمضُغُه شَفَراتُ الحريقْ

وينقسمُ الزورُ بين رفاتِ القبور وبينَ دعاةِ الخيارْ

فلا الليلُ يسرقُ لونَ الوضيعِ ولا تحتفي الشمسُ بالأشرفِ

وكل الذينَ من الخوفِ ماتوا استعادوا شفاهَ اللظى في القُبورْ

وغاصَتْ مخالبهمْ في الصُّخورِ وآهاتُهم فجَّرتها الصُّدورْ

وايديهُم التَصقتْ بالنِّصال تَجُزُّ المَعاني ولم تَرجفِ

تدقُّ الأسافينَ بين ثواني العناقِ وبينَ نوايا الحوارْ

فلا لغةٌ تصلُ الامنياتِ وتنسجُ بالحبِّ جسرَ العبورْ

طريقُ الشُّعاعِ تحاولُ ان تَستضيئَ بلون النَّدى في الصَّباحْ

تطلُ على موجةِ الحقدِ كالسَّيفِ يقطعُ بالصَّمت عُنْفَ الصِّياحْ

وتنشر أَذرعها في سماءِ العروبةِ يكمن فيها الشّعورْ

بأنّ انتفاضَةَ وحي السّماءِ تصبُّ إِرادتها في القرارْ

وأنَّ تشابكَ وهجِ القُلوبِ مع العهدِ يبعثُ سِحر السِّلاحْ

يَخافُ الذي لا يَخافُ من الموت حينَ يرى شَبحَ الأُغنياتْ

يُطلُّ على بسمةٍ من شفاه الصَّبايا تُردّدُ بُشرى الحَياةْ

ينَادي فَلسطينُ داري وَناري وثاري وسرّي الذي لا يباح

تَموتُ الخرافةُ حينَ تهبُّ رياحُ الحقيقةِ من كل دارْ

وترسمُ فوق جِدار السَّماءِ عناقَ الاراداتِ والامنياتْ

وفي البَحثِ عن فَجوةٍ في المكانِ لبعثِ الخرافةِ من رَمْسِها

تطلُّ الحقيقةُ بين سُطورٍ من الغِشِّ تسْخَرُ من نفسِها

ويجتمعُ الخوفُ والضّعفُ في جُثَّةٍ من بقايا فتاتِ الرُّفاتْ

عَليها ملامحُ لصِّ يحاوِلُ ان يستجيرَ بِشمسِ النَّهارْ

ولكنَها الشمسُ تقطعُ كالسيفِ يوم الخرافةِ عن أمْسِها

يغوصونَ تحت الحوافرِ كالوحلِ يَستمتعونَ بظلِّ البراقْ

وَحولهُمُ صخبٌ لا يملُّ يُفرّغُ شحنتَهُ في السِّباقْ

ويختطفُ السرجُ سحرَ الصّبايا .. يحدثنا الليلُ عن عُرسها

وعن مارقٍ كَفّهُ ساحةٌ تَحَوِّلُ مَن حِقدِها الحبَّ عَارْ

وتهتكُ سِتر ليالي الحِصارِ على نغمةٍ من دموعِ الفراقْ

سحابٌ على الريحِ فوقَ الحصارِ ودرعٌ على سِدرةِ المنتَهى

تلملمُ خاتمةَ العمرِ تنفضُ فوقَ الجبين حصادَ النُّهى

وما غَمرتْ اعينُ الشامتينَ حدوداً ولا خَرجت عن نِطاقْ

هو السرُّ والسحرُ والارضُ تخلطُ مجدَ الصُّخورِ بهمسِ الغُبارْ

ويرتفعُ السهمُ والقوسُ ينشقُّ عن رعشةٍ في عُيونِ المها

تَماماً كما شاءَ عزفُ النشيدِ تماماً كما رَدَّ لحنُ الصَّدى

خرجنا الى ساحةِ الدارِ نَزرَعُ سحرَ الزمانِ وطولَ المدى

فللنَّجمِ في عُرسِنا رقصةٌ وللشَّمسِ ظلٌّ على مَن لَهى

ويتعبُ من صمتهِ الليلُ والفجرُ ياتي الى الصبحِ دونَ انتظارْ

يُبشِّرُ بالانتِصارِ العظَيمِ ويبعَثُ في الأفْقِ شَمسَ الفِدا

وَما عاد سِراً هُبوطُ ألسّماءِ علّى ألأرضِ … وَالشَمسُ لَلبَحرِ تاجْ

ولِلسَّرجِ ألوانُهُ في الظلامِ وَفوقَ ألركابِ حُدودُ ألسِّياجْ

وَدوّامةُ ألشَّرِ تَطغى وَتَعصِفُ بِألذِكرَياتِ عُيونُ ألرّدىْ

تَدورُ عَلى شاطِئِ مِن شواظٍ وَتَقذِفُ بِالنارِ قَلبَ الدِّيارْ

فَيَنتَفِضُ الوَهْجُ فَوقَ ألرُموشِ وَيَنْطَفئُ الظِلُّ تَحْتَ ألسِّراجْ

حَديثٌ عَن ألأرضِ بَعضِ التراثِ حَديثٌ عَنْ الناسِ بَعضِ الرقيقْ

وَعَن غَفلَةٍ غَمَرَتْ جَولَةَ ألبَحثِ عَن واحَةٍ لانْدِلاعِ ألحَريقْ

وَبَينَ زَئيرِ أُسودِ الحُروبِ وَبَينَ نَقيقِ دُيوكِ ألدَّجاج ْ

تَبَعثَرَ لَحنُ السلامِ نَشازا وأَمعَنَ في الزَحفِ عِجلُ الخُوارْ

تَفوحُ نتانتُهُ لِتُجمِّعَ بَينَ الزَئيرِ وَبَينَ النَقيقْ

وَما أدرَكَ ألباحثونَ عَن الليلِ أنَّ السَماءَ لَها ألفُ بابْ

وَما أدرَكوا أنَ لِلأرضِ نَصلٌ عَلى صَخرَةٍ حَملَتها الرِقّابْ

وأَنّ عَلى صَخَبِ المَوجِ كَفٌ تَصبُ العَقيقَ وتُحيي الغَريقْ

وأنَّ أشِعَّةَ أحصنةِ َالوَعدِ منها تُطِلُ عُيونُ النَهارْ

لتَرسِمَ في القُدسِ واحةَ عِشقٍ تُبارِكُها خُطواتُ الشَّبابْ

وَقالوا نُفاوِضُ عَن لَونِ ماءٍ زلالٍ يُزيلُ جنونَ البَقَرْ

وَعَن بَقْرَةٍ كَتبَتْ سِفْرهَا على صَفْحَةٍ مِن جنونِ البَشرْ

وَعَن سِدرَةٍ في الخَليل تَسُدُ ألطَريقَ على شَهوَةِ الأِغتِصابْ

وَعَن صَخرَةٍ أسرَتها النُبوّةُ حينَ البُراقُ عَن الأرضِ طارْ

وَقالوا نُفاوِضُ انتم بِلا … وَنَحنُ القَضاءُ وَنَحنُ القَدَرْ

وَقالَ مُغَني النَشيدِ العَنيدِ وَصَوتُ الشَهيدِ يُغَطي شِفاهْ

هُنا القُدسُ بَوابَةٌ لِلسلام وَلِلحَربِ … بوابةٌ لِلحياهْ

فَفي وَهْجِ زَيتونِها قِمّةٌ وفي عُمقِ غَضبَتِها مُنحَدَرْ

وَأبوابُها فُتحت لِلسماواتِ والشَمسُ تَسطَعُ حَولَ الجِدارْ

وَيجتَمِعُ الكَونُ في صَخرَةٍ لِتُصبِحَ بَوابةً لِلأِلهْ

مَدينةُ سالمَ عَبرَ العُصورِ وكنعانُ يكتبُ اسفارَها

وَتحتَ الرمادِ انبعاثُ العناقِ وعَنقاءُ تكشفُ أسرارَها

فَكم أشعلت نارَها لِلقرى وكم طَحنَت من خيولِ الغزاه

وَكم خلعتْ ثَوبَ أغلالِها وَكم لَبست حلةً من فخارْ

وكَم علمٍ خَضَّبَتهُ الدماءُ تعالى يُظلّلُ اسوارهَا

وفوقَ الحصارِ حصارُ القلاعِ وتحتَ الحصارِ حصارُ الخُرافهْ

على خَصرها قَبرُ هابيلَ يحكي تفاصيلَ حبٍ وحَربٍ سخافه ْ

وعن طوقِ شمسٍ تلملم عظم النجومِ لِتبعثَ اقمارَها

وعن فرسٍ هَربَت من حِصانِ المَنافي لتكسرَ حِقدَ الحِصارْ

تقرِّبُ بين السماواتِ والأرضِ تُلقي على القدسِ ضوء المسافهْ

تعالوا من البرِ والبحرِ هيا تعالوا ففي القدسِ بابُ السَّماءْ

تعالوا نُغنّي نشيدَ الصَهيلِ تعالوا نُغنّي نشيدَ الأباءْ

نسدُ الدُّروبَ على مِخلبِ الوهمِ نكسرُ حِدَّتهُ وانحِرافَه ْ

ونَبني مداميكَ صرحِ السَّلامِ على صفحةِ المجَدِ والأنتِصارْ

وأحصنةُ العُنفوانِ انبعاثٌ يغني : فلسطينُ ارضُ الفداءْ



.
أعلى الصفحة

الصهيل

تُرتّلُ أَعناقُنا للنخيلِ وللأُقْحوانِ نَشيدَ الصَّهيلْ

وفي دَمنا رقصةٌ تنشرُ الوَجدَ والوعدَ في العالمِ المُسْتحيلْ

وَنُدركُ أنّ الجراحَ اتساعٌ لفجرٍ يُطلُّ ودمعٍ يَسيلْ

وما أرْهَقتنا لَيالي الكفاحِ ولكنّهُ الأنتظارُ الطَّويلْ

وما كانَ صبراً .. ولا كانَ شوكاً ولكنه كانَ همُّ الرَّحيلْ

الى أين بعدَ العناقِ الفِراقُ .. ومِنْ اينَ يبدأُ لحنُ الغُيومْ

كتَبنا على ورقِ اللّوزِ وَشْمَ الترابِ النَّديِّ وضوءَ النُجومْ

وَقُلنا لمَن سَألوا عَنْ حصادِ الدُّموعِ كَفانا .. كَفانا عَويلْ

ففي نَسغِ أحلامِنا وردةٌ تفوحُ مواسِمُها في الجَليلْ

وتَنشرُعطرَ الليالي نبيذاً وتفضحُ عشقَ النَّدى لِلكُرومْ

وحَيفا تُجدّلُ شعرَ الليالي وتُلقي على الموجِ سرَّ الضَّفيرهْ

ويخْتنِقُ البحرُ عندَ انعكاسِ الظلالِ على الذكرياتِ الأسيرهْ

ويمتَدُّ كفَُ الشراعِ الغريقِ يُفَتِّشُ عن مَلجأٍ في التُّخومْ

يُلاقيهِ وهمُ الضِّياء يصبُّ على كَرمِلِ العَهدِ شمسَ الأَصيلْ

ويفتحُ للقابضينَ على الجمرِ بوابةَ الشمسِ عندَ الظَّهيرهْ

ويتسعُ البحرُ كلُّ الموانئِ صارت نَسيجَ الليالي الغَريقهْ +

وصارَ الدليلُ يطوفُ البلادَ على صَهوةِ الذِّكرياتِ العَريقَهْ

وألقَتْ اصابعُ شمسِ السماءِ نجوماً على وَجَناتِ المَسيرهْ

ومن وَجعِ الليلِ كانَ الضياءُ يَشقُّ دُروبَ المدى لِلدليلْ

وما كانَ وهماً .. تألق حُلماً .. وما كانَ حُلماً تَجلّى حَقيقهْ

وللنايِ نافِذةٌ للسماء ولِلنسغِ اشراقةٌ في الأَغاني

وقيثارةُ الوَتر المتردِّد عندَ التقاءِ الصَّدى بالكمانِ

على قَوسها الفُ اسطورةٍ وفي جوفها زَفَراتٌ سَحيقَهْ

تُردّدُ لحنَ التُّرابِ المُضمّخِ بالزيتِ يصدحُ فيهِ الصَّليلْ

فللغصنِ ظلٌّ يطوفُ المكانَ وللسيفِ بوابةٌ للزمانِ

تشيرُ الدروبُ الى عقدةِ النقّصِ تبحثُ عن رحلةٍ في الشتاءْ

وللصيف انفاسُهُ الغارقاتُ بذكرِ السَّماءِ وربِّ السّماءْ

وللخَوفِ انيابُهُ الجائعاتُ تكَسّرها نَفَحاتُ الامانِ

وحينَ وصَلنا الى سِدرةِ العرشِ هلَّت عَلينا عُيونُ النّخيلْ

تردد اكمامُها والرموشُ تقاسيمَ أسطورةٍ للغناءْ

تطوفُ النوارسُ حولَ السروجِ توحّدُ نافذةَ المصلحهْ

وتُلقي عليها ظلالَ القُلوبِ وتغرقُ فوقَ هوى الأَجنِحةْ

ويبدأُ عزفُ المزاميرِ يحتارُ بين الِغناءِ وبين الدِّماءْ

ينادي الصدى مُهَجَ الحالمينَ وينشُرُ في الكونِ لحنَ الهَديلْ

فيذوي معَ الناسِ نصلُ الردّى وتبتدىءُ الرقصةُ المُفرِحَهْ

تلاشت دوائرُ وهمِ الخُرافةِ تحتَ سنابلِ حقٍ يَثورْ

وقُلنا لِمنْ ركبوا مَوجةَ الَوهمِ إن حِكاياتِكم في القُبورْ

فكم حملتْ مِن غُبارِ الزوابعِ ، كم رقَصت حولَهَا الأضْرِحهْ

ولكنَّ عهدَ السياحةِ مهما يطولُ … فآخرهُ للرَّحيلْ

وتَبقى الحجارةُ في وادِها .. وتَبقى فلسطينُ ملءَ الصُّدورْ

وَتبقى فلسطينُ أُنشودَةَ الكونِ انغامُها قَطَراتُ النَّدى

وقيثارةُ الموجِ انفاسُها تعانِقُ الحانَ قَوسِ الصَّدى

وتَلتجىءُ الشمسُ من يأسِها الى واحةِ البأسِ فَوقَ الصخورْ

وينتشرُ الأقحوانُ المخضّبُ جيلاً يعانقُهُ الفُ جيلْ

تصبُّ عليه السماءُ النجومَ وتسكبُ فيهِ رحيقَ الفِدا

لقَد هلّلو للحصانِ المكبَّلِ بالماءِ والخوفِ والذكرَياتْ

وشَدّوا وثاقَ الحصانِ المجَرّحِ تحتَ الحجارةِ والأمنيات ْ

وغنّوا نشيدَ الحصانِ الذي عادَ من موتِه هارباً .. للرّدىْ

وتاهوا عن اللغزِ حيثُ الصهيلُ يُعيدُ الحياةَ لكونٍ قَتيلْ

وتنبعثُ الروحُ منَ رمسِها ويَمْتلىءُ الكونُ بالأغنياتْ

ومازَرَعوهُ فساداً تحوَّل بعد البذارِ سَماداً وشمْسا

وقبضةُ كفِّّ الترابِ الذي سَرقوهُ تحوّلَ لِلحقدِ رَمْسا

ومن صَبروا ما نَسوْا لحَظةً بأنّ الذي ماتَ ماعادَ ماتْ

وأن المهاميزَ تفتحُ للفجْرِ بوابةً للكفاحِ الطويلْ

وتنقشُ في صَفَحاتِ العقولِ قوانينَ للقدسِ تَصبحُ قدسْا

ومن نفقٍ غارقٍ في الخرافةِ ينهارُ سدُّ السلامِ المخادعْ

ويبدأُ طوفانُ سيلِ الزبى يصّبُ الجماهيرَ فوقَ الشوارعْ

يلملمُ اطرافَ شملِ البلادِ فيعلو الصهيلُ الذي كانَ همسْا

وينفجرُ الاقحوانُ المخضّبُ يعصرُ دمعَ مآقي الخليلْ

وبوابةُ الله في القدسِ تفتحُ صدرَ كنائِسها والجوامعْ

على كُلِّ شبرٍ نشيدٌ يُعيدُ الى الذكرياتِ نشيدَ الحجرْ

وينتشرُ الموجُ فوقَ الجبالِ وتهوي الحجارةُ نحوَ البحرْ

وحقلُ الارادةِ ملءُ الصدورِ يسدُّ طريقَ هَدير المدافعْ

ويجتاحُ نعلُ السلامِ الشجاعِ .. يدوسُ الرَّدى والسلامَ الذليلْ

ففي الانتفاضةِ سيلُ الدماءِ على السيفِ رغمَ الاعادي انتصرْ

تَعالوا الى القدسِ واستشهدوا ففي القدسِ بوابةٌ للحياهْ

على صخرةِ القدسِ بابُ السماءِ واقصى المَساجدِ بابُ الالهْ

مباركةٌ انتِ يا ارضُ والبحرُ والنهرُ حَدّاكِ حيثُ القَدرْ

يَصبُّ ارادتَه في فلسطينَ يبعثُ فيها الشموخَ الأصيلْ

فتنهضُ نحوَ السَّماءِ الرؤوسُ وتبلغُ عرشَ الالهِ الجباهْ

ويبلغُ حدُّ الصهيلِ النجومَ ويجتاحُ اطيافَها الحائِرهْ

تمدُّ شعورَ الضياءِ إلىالأرضِ تبحثُ عن شُعلةِ الناصرهْ

وتجتاحُ نارُ الجليلِ القيودَ وتنسجُ من صَمتِها الفَ آهْ

تُجَرِّحُ صبرَ الظلامِ وتَسكبُ في الشمسِ نارَ ونورَ الجليلْ

فَتُزهرُ حولَ حقولِ اريحا ملامحَ بوابةٍ ثائِرهْ

تُطلُّ على بحرِ غزةَ شمسٌ وتسألُ عن مَعبرٍ للفرحْ

وكل دروبِ الظلامِ استبدّتْ وصَبّتْ لظى حقدِها في رَفحْ

ومن رئةٍ عَبرَ تيهِ الزمانِ يجيءُالنسيمُ منَ القاهِرهْ

تهبُّ رياحُ العروبةِ تنشرُ فوقَ القطاعِ ظلالَ النّخيلْ

ويلتمُّ شملُ العراجينِ تَسطعُ صفراءَ تملأُ ديرَ البلحْ

وَيحملُ قرعُ الطبولِ الغيومَ وينشرُها فوقَ حقلِ الرخامْ

فلا قطرةٌ والثّرى ظامِىءٌ ولا دَمعةٌ والمآقي حُطامْ

ولكنَّها لحظةُ الصِّدقِ تكشفُ أن ضَميرَ الحمامِ انجرحْ

وان الشَّذا يتَهاوى رماداً على صَفَحاتِ النَّسيم العَليلْ

وفي جَبلِ النارِ … نارٌ تُوَحِّدُ بين التُّرابِ وبينَ الغَمامْ

صهيلٌ … صهيلٌ من البرِّ والبحرِ يفتحُ صدرَ حصانِ السماءْ

تَجلَّت على الارضِ روحُ التّحدّي تُعمِّدُ صدرَ الثَّرى بالدِّماءْ

هديرُ الصَّواعقِ سدُّ المَرايا يُطَوِّقُ بالنّورِ عُنقَ السَّلامْ

ويبحثُ عن مقلةٍ في النَّهارِ لتَنزعَ بُؤسَ الظلامِ الثَّقيلْ

وتأتي الينا الحَكايا رُفوفاً تَطيرُ بأجنِحَةِ الكِبْرياءْ

ولم نَلتفتْ لبقايا الكَلامِ وخُضْنا جَميعاً غِمارَ السِّباقْ

وفينا من البأْسِ ما يَمْلأُ الشَّمسَ نوراً وفيناَ يذوبُ العِناقْ

ويكتملُ البَدرُ عندَ التّجَلّي وتستنفرُ الارضُ فينا البذارْ

وتَسكبُ رحلةَ عِشقِ التُّرابِ وليسَ لها غَيرُنا من سَبيلْ

فنحنُ على موعدٍ والبراقُ .. ونحنُ على موعدٍ والعِراقْ

اصابعُنا تحرقُ الجمرَ جهراً وتَنشُرُهُ في جراحِ الرَّمادْ

تُداعبُ صدرَ الحِجارةِ شوقاً وترقُصُ حولَ شفاهِ الزِّنادْ

وما هزَّ فينا الرَّدى شعْرةً ولا هَزمَتنا نُيوبُ الفِراقْ

تُوحَّدَُ فينا هديرُ الصّهيل على جٌثةٍ من بقايا العَويلْ

وصارَ لنا من سرابٍ سماءٌ وصارلنا من تُرابٍ بلادْ

وكلُّ الشواطِىءِ صارتْ مَرايا وكل الجبالِ صَبايا .. زَفافْ

واعراسُنا تَنْثُرُ الحَبََّ حُبّاً من البحرِ يسطَعُ حتى الضِّفافْ

وكل الحروبِ استعادتْ ملامحَ عشقِ الصَّحارى وعُنفِ العِنادْ

يُعيدُ لكنعانَ سِحرَ الطفولةِ .. يَبعثُ في الناسِ سَهم الدَّليلْ

فقد آن بعدَ انبعاثِ العَواصفِ والارضُ حبلى أَوانُ القِطافْ

نُريدُ لِمنْ نَبعوا من جذورِ التُّرابِ التَّغنّي بلونِ التُّرابْ

وَمن نَهلوا من رَحيقِ الأساطيرِ ان يُمسكوا بِنَسيجِ الكِتابْ

وَمن ركبوا موَجةَ الغَزوِ أن يَغرقوا في جَحيمِ دُموعِ الجَفافْ

فَقد آن للأرضِ ان تَتَنفسَ مِنْ رئةٍ ما لها من بَديلْ

تُلملمُ من عبروا من شُقوقِ الخُرافةِ في زفرةٍ للغِيابْ

وينكَسرُ الغزوُ عندَ اكتمالِ انْدماجِ الضَّميرِ وصوتِ الضَّميرْ

وتَتسعُ الارضُ حينَ يَعمُّ . على صفحةِ الارضِ نعمَ المصيرْ

وفي النّاسِ ذاكرةٌ ترسمُ الغيبَ بوابةً لِتَحدّي العذابْ

وتَنسجُ من دمِ آدمَ شمساً تُوَحِّدُ بالنورِ بدرَ الخليلْ

وَتُصبح ارضُ فلسطينَ صَدراً . ملاذاً… رَحيماً لمن يَستجيرْ

ويبقى على الارضِ سِرُّ الالهِ يُوحِدُ بَينَ الثَّرى والثُّريّا

فلِلنورِ فاكهةٌ والترابُ لهُ النَسغُ يعطي رحيقاً جنيّا

ويافا على شاطِىءِ الحُلمِ تفتحُ بوابةً لِسلامٍ قريرْ

تَظَلُّ بهِ القدسُ رمزَ الإباءِ تُبارِك ما حولَها من رَعيلْ

ففي كُلِّ شِبرٍ أبيٍّ منَ الأرضِ يُنبِتُ ربُّكَ شعباً أبيَّا

وَفي كلّ بوابةٍ للسماءِ نشيدٌ وفي كلّ ثغرٍ غَضَبْ

وَفي كلّ حنجَرةٍ هزةٌ تُجَّمعُ في الثّغْرِ صمتَ العَربْ

وَتذوي المسافاتُ بينَ الحوافِرِ والصّمتُ يُصبحُ رعداً دَويّا

وَينتشرُ الموجُ بينَ الجِيادِ يدْوسُ الهزيلَ ويُروي الأصيلْ

وَفي لحظةِ العُنفوانِ المخضَّبِ بالشمسِ دَمعُ الهوانِ انشطبْ

وَللزَّحفِ أَركانُهُ والبلادُ تَمدُّ سَواحِلَها والجِبالْ

وَترنوالشواطئُ نَحو الضّفافِ تُلمْلمُ بالشوقِ عزمَ الرِّجالْ

وَترقُبُ حِطينُ كيفَ الظلامُ تَلاشى وَكيفَ الحِصانُ اقتربْ

وَفي جَوفهِ باقةٌ من اصابعَ ترسمُ كعبَ صراعٍ أخيلْ

فَقوسُ الزِّنادِ وَثغرُ الكمانِ يُعيدانِ رسمَ اكتمالِ السؤالْ

اقولُ لكمْ إننا الآنَ نملأُ صدرَ المعاني ونَبني الحُروفْ

تِلالاً منَ الرملِ فوقَ الزَّوابعِ تفتحُ للشّمسِ صدرَ الرفوفْ

وَتفضحُ نهجَ الحرامِ الذي يَحرُثُ الوَحلَ حتى يُغطي الحَلالْ

فَلن يغرقَ البحرُ في مِلحهِ وملحُ النَدى لا يَروّي الغَليلْ

وَما سَرقتهُ الأصابعُ يبقى طريداً على شَفَراتِ السُّيوفْ

لَقد حاصَرتنا اللَّيالي فَجئنا لَها بِشموسٍ تَدوسُ الظَّلامْ

وَحاصَرَنا الصَّمتُ جئنا لهُ بالصّهيلِ الذي يبدأُ الاقتِحامْ

وَفَرّقنا الحِقدُ هلَّتْ عَلينا المَحبَّةُ تَرصفُ فينا الصُّفوفْ

وَأكبادُنا انتشرتْ والجذورُ استَقرَّتْ وَغَطَّتْ طُموحَ النَّجيلْ

وَلم يَبقَ في الكونِ غيرُ فلسطينَ تمسحُ عَنهُ مآسي الرُّكامْ

أقولُ لكُم إنَّ موجَ البِحارِ الغريقَةِ عادَ يُغطّي البِلادْ

وَمنْ رَكبوا مَوجةَ البَغيِ هاموا على وَجهِهم زَبداً في الرَّمادْ

وَمَن لَملَمَتْهمْ شِفاهُ الرّياحِ تُبعثِرُهم زَفراتُ الكَلامْ

وَتبقى فلسطينُ في أرضِها ويَبقى الجَلالُ بأرضِ الجَليلْ

وَيغمرُ طوفانُ عهدِ المحبَّةِ أفئِدةَ الناسِ في كلِ وادْ

أقولُ لكم إنَّ دوامةَ الأرضِ صَّبتْ على الكونِ ألوانَها

ومن حجرٍ غارقٍ في المحبة هبَّت تفجّرُ بُركانَها

تُوحّدُ بينَ النّدى واللظى وتنشرُ سِرّ الهوى في العِبادْ

تُغني نَشيدَ الترابِ المخَضَبِ باللوزِ تفتحُ صدرَ الخَليلْ

وتعزفُ كلُ فلسطينَ يومَ الكرامةِ في الأرضِ الحانَها

أقولُ لكمْ إن بابَ السَّماءِ الذي تفتحونَ يضيئ السَّلامْ

وإن الذينَ إستجابوا لصوتِ الصهيلِ أعادوا هَديلَ الحَمامْ

وفي صدر كلّ الذين سيأتونَ… ألأرضُ تنقشُ عُنوانَهاْ

ويبقى صهيلُ الموانيء يَحمِلُ رجعَ الصَّدى وانعدامَ البديلْ

لأن فلسطينَ من دونها حلالُ النّدى قطراتٌ حَرامْ

أقولُ لكم إن وَهجَ الصَّهيلِ الذي تَصنَعونَ يَشُقُّ السبَّيلْ

إلى وطنٍ غارقٍ في المحَّبةِ يَصَنعهُ الفُ جيلٍ وجيلْ

لكلِ الذينَ منَ القدسِ يبدأُ مِشوارُهُم نَحو بابِ السَماءْ

وللناسِ دَولَتهُم والحِكايةُ تبدأ حينَ يَموتُ الرَحيلْ

وما كانَ وهماً ولا كانَ حُلماً ولكِنَنّا نَصنَعُ المُستَحيلْ



.
أعلى الصفحة