دليلة ومواسم الخصب

دليلة ومواسم الخصب

(1)

شاطِئُ الفضّةِ مفتاحٌ لأَسوارِ الذَّهَبْ
وشَظايا صَخْرةِ الحنّونِ والكفُّ الرّقيقَهْ
وطباشيرُ النّدى وَشْمٌ على وَجهِ اللَّهَبْ
لغةٌ تفتَحُ أبوابَ الحقيقَةْ
حَجَرٌ يكتُبُ تاريخَ العَربْ
منذُ كانَ البدءُ كانوا
منذُ كانَ البدءُ كُنّا
صفحةَ الماءِ الغَريقَهْ
أَيها التنورُ حدِّثْ عَن هلالِ الشَّرقِ عَنْ كنعانَ
والطوفانُ قد ضَلَّ طريقَهْ
باحثاً في صحوةِ البركانِ عَن شهدِ البساتينِ
استقَرتْ يا أَبا نوحٍ على الجوديِّ انغامُ الشِّراعْ
في زَمانِ الوحيِ جاءَ الوردُ واستلقى على صَدرِ
شُموخِ السّنديانْ
والمدى تاجٌ على صدرِ النَّدى
والندى تاجٌ على صدرِ الزّمانْ
فاعِلاتُنْ … فاعِلاتُنْ
ايهنَّ الآنَ تُعطي الشمسَ سِحرَ العُنفوانْ
كانَ ماضٍ شائكَ الخطواتِ في دربِ الوُرودِ
وحَّدِ المجذافَ يا نوحَ ولا تبكِ على موتِ الجنودِ
وانسجِ التاريخَ من ريشِ النّعامْ
فالذي قد كانَ كانْ
والذي كُنا حَسبناهُ سَماءَ الخُلدِ .. ماتْ
ودّعِ الذكرى على شاطئِ بحرِ الذكرياتْ
شاطئُ الجوديِّ رفٌ من تراتيلِ الرُّخامْ
هل درى الهدهُدُ عن سحرِ المسافاتِ الطويلهْ
هَل رأى بلقيسَ وشماً بينَ أهدابِ دليلهْ
هل رأى كيفَ توارتْ في فمِ الوحيِ فراشاتُ
انحسارِ الموجِ عن نهدِ الخَميلهْ
ايها المستشرقونَ انصرفوا
قد كتبتُم ما سبكتُم مت ترانيمَ استقرتْ
في سماواتٍ طِباقْ
وتَعرَّت لِلنفاقْ
وهوى كَنعانُ قبلَ الصَّحوِ في سهوِ الفراقْ
باحثاً عن لوعةِ النسيانِ في النِّسوانِ
فامتدَّتْ اساطيرُ القبائِلْ
نَشرت اعلامَها في الغَيمِ
تمتدُّ .. تُغطي شَمسَ بابِلْ
اعبدوا اللهَ كثيراً يا بني كنعانَ في أرضِ
فلسطينَ وهاتوا
من قرابينِ الشذا
فالندى في شمسِكُم عذبٌ .. فُراتُ
والصدى يحكي عن الربِّ المقاتِلْ
يزرعُ الاسماكَ في البرِّ وفي البحرِ السنابِلْ
يا دجونَ الخِصْبِ قاتلْ
سرقوا برَّكَ قاتِلْ
سرقوا بَحركَ قاتِلْ
سرقوا سنبلةَ الفرحةِ من حلم الحمامْ
سرقوا الاحرفَ من دمعِ الكَلامْ
يا داجونَ الخصبِ يا ربَّ السنابِلْ
ازرع الفرحَةَ في حُضنِ المناجِلْ
قد زرعنا ارضَنا في كَفَّنا
وحصدنا من صُخورِ اللوزِ بستانَ الشَّظايا
ولشمشونَ حكايا
فَضَحت سرَّ مخاتيرِ القَبيلهْ
شعرهُ ينسابُ كالشلالِ في ظلِّ المَرايا
ويدُ العشقِ الطويلَهْ
تسكنُ الاسمنتَ في قلبِ الجَميلةْ
كفها خارطةُ السكينِ تستلقي على قوسِ قُزحْ
قمراً يطوي المدى من راسِ ناقورةِ عكا لرفحْ
يا دليلهْ
ها هي الارضُ التي ضيعت الشمسَ على صدرِ المواعيدِ
وما جاءَ المطَرْ
هرسَتْ ايّار في جرنِ حزيرانَ وصبتهُ على ايلولَ
ماءَ في حجَرْ
ولنسيانَ حكايا قسوةِ الشهوةِ للرقصِ على دربِ الشهيدِ
نجمةٌ من قسطلِ الفردانِ تستلقي على الحضنِ السعيدِ
لم تكن آخرَ طلقاتِ المسدَّسْ
كانت الشاهدَ والراشدَ للدربِ المقدَّسْ
هطلت امطارها الياقوتَ والمرجانَ واللؤلؤَ في عقدٍ فريد
تائهٌ شمشونُ في سيناءَ عاماً بعدَ عامْ
وبساتينُ اريحا الموزِ بوابةُ ظلمِ العصرِ في عصرِ الظلامْ
نزوةُ التاريخِ كانت نيزكاً محترقاً
والخرافاتُ ظلالُ الشمسِ في ليلِ المسَادهْ
ما لشيلوكَ واسرارُ العِبادهْ
سرقَ الشهدَ … وما ان سَرقا
ان توارى .. في الصّحارى
غده في امسهِ قد غَرقا …

(2)

املٌ يحملني منذُ الأزلْ
لم يزل يحفرُ في الجرحِ مشاويرَ المدى
لولبيُّ الهمسِ نحوَ الشمسِ في منقارهِ الواحاتُ
والساحاتُ وشماً للصدى
عبقريُّ النايِ موسيقاهُ من ذي قارَ ..
من بدرٍ
ومن حطينَ
من نجمِ الكرامهْ
من فمِ اليرموكِ لحنُ السحر ينسابُ لبر القادسِيهْ
وعلى شاطئِ أمطارِ السلامهْ ترقصُ الروحُ الابيهْ
املٌ كانَ ومازالَ ومازلتُ وما زلنا معَاً
يتوارى تحتَ جلدِ الصبر احياناً .. واحياناً يثور
يتعالى مثلَ بحرِ الموجِ احياناً واحياناً يغورْ
كانَ مازالَ .. ومازلتُ وما زلنا معا لَنْ نركَعا
ضعفُنا كانَ بساطَ الريحِ للغازي وكانَ الليلُ ليلا
كم رصدنا قوةَ التاريخِ في مجنونِ ليلى
كمْ حصدنا مِن صدى صفينَ من دبينَ من ايلولَ ذلاّ
افتحي صفحتَكِ الماءَ .. فيا حطينَ قد ماتَ الغرقْ
موجةُ الطوفانِ والبركانِ والليلُ احترقْ

والحكايا ومضةُ الاشواقِ في كفٍ صغيرْ
ينتشي المقلاعُ فيهِ طربا
وقلاع الزيفِ تذوي .. هَربا
ويغني الصخرُ .. كنا عَربا
عربا كنا .. ونبقى عَربا
سَهمنا البحرُ وفي الارضِ الضّميرْ
ينشرُ الزعترُ اصداءَ الشذا ..
هكذا .. تبتسمُ الاشواقُ في حضنِ المواعيدِ
وللعيدِ على الثغرِ شفاهْ
حملت وحياً طريَّ العودِ خَفّاقَ النّدى
حاملاً في الساعدِ المرجانِ اسرارَ الحياهْ
كفهُ قبضةُ فولاذٍ تصك الشمسَ في وجهِ الردى
كانَ رفٌ من عصافيرَ يشقُّ الدربَ نحوَ النبعِ
والفخارُ تاجٌ .. والمحارْ
يلثمُ الاعناقَ … والماءُ يغني … والصِّغارْ
يركبونَ الليلَ والدهشةَ في عزِّ الظهيرهْ ..
كان للنردِ … والشدّةِ لحنُ الصمتِ
والصّبرُ وايوبُ يعيدُ الدودَ للجرحِ
وتروي ناعِسهْ
عن خبايا لعنةِ الصبرِ وجرحِ الفجرِ في عصرِ
الشموسِ البائِسهْ
ايها النسرُ اغِثْنا ..
ايها النسرُ المُحاصَرْ
انتَ في كوكَبِنا الفضيِّ مفتاحٌ لاسوارِ الذَّهَبْ
نحنُ والاسوارُ في كفكَ بيتُ اللهِ تبنيهِ لهاجَرْ
رحلةٌ يسكنُها التاريخُ من حيثُ انتهت، تبدأُ
في اليرموكِ في ابن العاصِ في صفينَ في حطينَ
في دبينَ في نحالينَ في زرعينَ في نعلينَ
امجادُ العَربْ
عبثت في دمنا  الاوهامُ واستشرى اللَّظى
في همساتِ الطامحينْ، دونما جهدٍ
وبالاحرفِ جوفاءَ حملناهُم على كفِّ الحَريرْ
ليس بالصبرِ وصلنا يومَنا هذا ولكنا وصلناهُ بتنويمِ الضَّمير
ايهذا الشرقُ حدِّثْ عن شظايا حملت اوزارَها
دهراً وسارت نحوَ غربٍ غارقٍ في اثمِهِ
يرسمٌ الاضواءَ اعلاناً .. ويمشي كالوتَدْ
كَم ولدْ
صفعَ الغربةَ بالنايِ على اهدابِ نورَسْ
كَم بلَدْ
احرقت اسفارَ ماضيها المكدَّسْ
كَم جسَدْ
لملمتهُ رعشةُ الشهوةِ في حضنٍ مُدنَّسْ
كَم أَسدْ
لاغَ في جرحِ دمِ الشعبِ المقَّدسْ
كانَ ما كانَ
وجاءَ النيلُ يستجدي عروسَ القحطِ
ان تلهمهُ الطوفانَ كي يغسلَ عينيهِ
بدمعِ الارضِ كي يملأَ سيناءَ سَنا
ودموعُ الشمسِ كالشهدِ على خدِّ دَليلهْ
نسجت عرشاً لشمشونَ وفرعونَ
الذي كانَت لياليهِ امتدادَ الماءِ للماءِ
انحسارَ الصحوِ .. عشقَ اللهوِ في ليلِ التحدّي
ذبحَ الريحَ على وجنةِ احلامِ الطفولَهْ
والتصدي نامَ في حضنِ التردّي
والصمودُ التمَّ في جرحِ الجُمود
وحِّدِ المجاذفَ يا نوحُ ولا تبكِ على موتِ الجنود
وانسج التاريخَ من ريشِ النّعام
فالذي قد كانَ كان
والذي كنا حسبناهُ سماءَ الخُلدِ .. ماتْ
ودعِ الذكرى على شاطئِ بحرِ الذكرياتْ
شاطئُ الفضةِ مفتاحٌ لاسوارِ الذهبْ
رعشةُ المقلاعِ جسرُ الشمسِ في عصرِ الغَضَبْ
حجرٌ يكتبُ تاريخُ العَربْ

(3)

يفضحُ الصوانُ سراً ناقةَ اللهِ التي اجتازَتْ
مراسيمَ العُبورْ
كانَ وجهُ القدسِ في الشمسِ ومن اقصى
الاقاصي، يبحرونَ الليلَ والجمعةَ والسبعةَ
ابوابٍ ومفتاحَ الولوجْ
نظرةٌ من جملٍ يعشقُ ان يعبرَ من سُمِّ الخِياطْ
وخروجُ السفرِ من سفرِ الخُروجْ
غابةٌ في ظلِّ وردَهْ
امطَرت الوانُها الميثاقَ والاشواقَ والعهدَ الجديدْ
ولروحِ النسرِ في الفولاذِ الوانٌ وللشدةِ عِدَّهْ
تصهرُ القيدَ وتدمي قبضةَ الظلمِ الحَديدْ
منْ يُريد
ان يرى .. ان يسمعَ اليومَ حكاياتٍ عن الماضي البَعيدْ
عن بلادٍ وُلِدت واسطةَ العقدِ الفريدْ
تَصلُ المرجانَ باللؤلؤِ والفيروزَ بالماسِ
وبالوسواسِ والخناسِ والنفطِ الذي
يهطلُ اشراكاً واغلالاً لترويضِ العَبيدْ
هبطت رائحةُ الوحيِ على التجارِ بالالوانِ، وامتدَت
انابيبُ اكتشافِ النارِ. في الشريانِ والقلبُ
ارتمى يلهثُ من قيدٍ الى قيدٍ ومن صَمامِ
سلسالٍ الى سلسالِ صمامٍ عَنيدْ
انها تجربةُ الغزوِ وبعضُ اللهوِ سرّ المرحَلهْ
سلفٌ يستلفُ العودةَ للتاريخِ من قلبِ
البروجِ المقبلَهْ
ولاسماعيلَ درسُ النحرِ والرؤيا انعكاسُ
العيدِ والذبحِ العَظيمْ
احذَرِ السكينَ يا اسماعيلُ فالشيطانُ
يأتيكَ يميناً ويساراً ومنَ الخلفِ ومنْ
كلِّ الجهاتْ
دمكَ البصمةُ للميراثِ يمتدُّ من النيلِ الى
شطِ الفراتْ
احذّرِ السكينَ يا اسماعيلُ احذَرْ
وتَذكَّرْ
ان نصلاً لمعت في ديرِ ياسينَ استقرتْ
في الوجَعْ
عصفت بالنايِ واغتالت صلاةَ الصبحِ
والشمسُ انتحارُ الرقصِ دوامةِ الصمتِ
وفي سوطِ الجشَعْ
هل تعيدُ الشمسُ موسيقى البجَعْ
ايها القادرُ ان تنصرَ عبدَكْ
اينَ زندَكْ
وردةُ القسطلِ تهتزُّ على هيكلِ مجدكْ
فرحٌ يهربُ من خلفِ المتاريسِ الى القديسِ
انهارٌ تسد الريحَ في وجهِ المسيحْ
علمٌ يسرقُ لونَ البحرِ والطوفانُ يمتد منَ النهرِ
الى النهرِ وموجُ النفطِ عداءٌ كسيحْ
ايها الاخضرُ للنرجسِ في حضنكَ ظل الدمِ
والدمعِ الفَسيحْ
جاءَت الرحمةُ زرقاءَ على كفّ بساطِ الريحِ
في زيٍ صريحْ
اسمه كرت المؤَنْ
اسمه كان الكفَنْ
ايها الموتُ انتظر اشلاءَ عرسِ البحرِ،
لا تهرب من التاريخِ للتاريخِ تستجدي
تعاويذَ الزمنْ
ان اسماعيلَ يدري ان للعنقِ ثَمنْ
ان اسماعيلَ يدري ان في العنقِ الوطَنْ
شمخت قامتهُ فوقَ حدودِ الخوفِ من نصلِ
التعاويذِ ونادي نافخَ البوقِ: انفجر يا ريحُ بالصحوةِ

كي تدركَ ما تبغي .. وتدري
ما الذي يمكنُ او لا يمكنُ الارضُ تدورَ الآن
… نحوَ الشرقِ نحو الغربِ .. في كل اتجاهْ
كل سهم لا يرى القدسَ هَباءْ
وهراءٌ كلُّ سهم لا يرى ان هنالِكَ في القدسِ
احتمالَ الشرقِ والغربِ وعنفِ الكبرياءْ
وسماءٌ امطرت يوماً صلاحَ الدينِ من خلفِ
سحابِ الردةِ الحمقاءَ ما عادت سرابْ
كلهم قالوا تَعبنا ..
َسلّموا الامرَ الى اللهِ بلا قطرانَ، الغوا آيةَ النصرِ ..

 استَعدّوا … واعدّوا ما استطعتُم
من رباطِ الخيلِ
عاثوا … واستطابوا شهوةَ الليلِ واحضانَ
الكِعابْ،
سيجوا ما اغتصبوا في غفلةِ الدهرِ بانيابِ الكلابْ،
واغتصابُ الدهرِ بابُ السحرِ لا يلثمُ تَغرا
ينشرُ الحنونُ حولَ المقبَرةْ
يتعرّى
تعبرُ السكينُ في اشلائهِ قِبراً .. فقَبراً
ولامواجِ دليلهْ
قمرُ الحنونِ يستلُّ رموشَ المجزره
قالت الشمسُ انتظرني يا صلاحَ الدينِ ..
يا شيخَ القَبيلهْ
وسمعناهُ وقد ارسل في الريحِ بريقَ النجمِ
يستلهمُ من صخرِ الندى روحَ الفدا ..

 والنايُ موسيقى انتحارُ الثرثَرةْ
شامخٌ كاللوز في صحن المدى يجمعُ شملَ
الريحِ في نهرٍ جريحْ
ويَصُبُّ الزيتَ والزيتونَ في جرحِ الندى …

 يرسمُ +وجهَ المرحَلهْ
قبلةٌ تلثمُ جرحاً … ودمٌ يهدمُ اسوارَ الخلودْ
وَحّدِ المجدافَ يا نوحُ ولا تبكِ على موتِ الجنودْ
شاطىءُ الفضةِ مفتاحٌ لاسوارِ الذهبْ
غضبٌ يعصرهُ جيلُ الغضبْ
حجر يكتبُ تاريخَ العربْ

(4)

يا دليلَ الوهم كم امعنتَ في الصحراءِ إطراقاً
وإغراقاً وإحراقاً وكسَّرتَ الحِصارْ
كم ركبتَ النارَ جسراً، وعبرتَ الوهمَ سراً
ذابَ اهلُ الكهفِ في الوهجِ وما دقوا الجدارْ
يا رجالَ الشمسِ .. آهٍ .. آهِ لو كانَ معَ القبضةِ
كفٌ من حجَرْ
لو حملتُم معَ خوفِ الجوع خوفَ الموتِ ابو بعضَ الحذَرْ
دمكُم سالَ على الصحراءِ «لالاً ونادى الريحَ كي
ترسمُ للوهمِ حدودَ الانتِحار
يا دليلَ الوهمِ للبركانِ حدُّ الشمسِ
للوفانِ حد السيفِ والساعةُ تدنو

 حينَ ينشقُّ القَمرْ
حين تدنو الشمسُ من صدرِ دليلَهْ
وتغذي بين نهديها مراسيمَ الطفولهْ
يهجمُ الماءُ على الصحراءِ والنايُ سحابٌ من أَملْ
يفتحُ الشلالُ تاريخَ العصورِ الخمسِ من غارِ
حراءٍ .. للجَملْ
كانَ ما كان
وفي الصحراءِ مهدُ الوحيِ في الغربةِ ميلادُ النجومْ
تهبطُ الشمسُ بلا اذنٍ .. وتجتازُ حدودَ
الوهمِ اِفتحْ ايها الشاطىءُ صدرَ البحرِ
للنهرِ فقد هلَّت تباشيرُ الغُيومْ
كانَ ما كانَ _ وفي الماءِ حياةٌ تعلنُ الحربَ على
الموتِ _ وفي بوابةٍ للموتِ مفتاحٌ
يقودُ النهرَ للصحراءِ _ في الصحراءِ انفاقٌ
تصبُّ الماءَ في حوضِ السمومْ
ولِشمشونَ تفاعيلٌ من الشعرِ الخرافي الحقودْ
ماردٌ كالليل في ديمومةِ الخوفِ من الخوفِ
وفي ديمونةِ الرعبِ مسادهْ
تسرقُ الغمضةَ من لونِ الوسادهْ
كانَ ما كانَ _ وفي ليلِ مخاضِ النجمِ صرخاتُ
المخاتير : اسرقوا الماءَ من الماءِ-
احفروا للنهر قبراً _ سيَّجوا البحرَ بغربالٍ
من الخوفِ _ انشروا الغربانَ كي يهطلَ
من جوفِ الاثيرِ الماءَ … ماءْ
ذاب جفنُ الخوفِ من همس الهواءْ
ودجونُ الخضبِ في معبده نبعُ الصَّفاءْ
فتحَ الماءَ على الماءِ _ ورأسُ العينِ جسرُ
الشمسِ من يافا الى رأس الرجاءْ
عيلبونُ انتشرت امطارهُ تغمرُ طوفانَ
نياجارا بامواجِ الصحاري
تفتحُ الامواجُ تاريخَ العصورِ الخمسِ
من غار حراءٍ .. تتجدَدْ
عادَ احمدْ
يدهُ المفتاحُ والفتحُ على كفيهِ صكُّ الشمسِ
للارضِ وميلادُ دليلهْ
شعرها المحراثُ _ عيناها بذورُ الخضبِ –
نهداها مشاويرُ الطفولَةْ
تتجددْ
تتوحدْ
عاد أحمَدْ
غرقَ النهرُ … تجمدْ
وأنحنى الصفصافُ من عليائِهِ
أرغى … وأزبَدْ
وتوعدْ
أينَ أحمدْ ؟
دمه الجسرُ وموالُ الصبايا يتجددْ
عاد أحمدْ ..
غاب أحمدْ
يتجددْ
يتوحدْ
كفهُ الفتحُ وفتحُ الكفِ مفتاحٌ لأسرارِ النّجومْ
صفحةُ الغيبِ مع الرعبِ توارت في التخومْ
هطلَ السّنِتو ..
ومين انتو ؟ ..
سموماً في السمومْ
وأشارت مريمُ العذراءُ للقدسِ ونادت:
يا دليلهْ
إنك البدءُ وبرهانكِ أَحمدْ
يتَجددْ
يتَوحدْ
دمهُ الجسرُ الى صدرِ الحبيبْ
يفرشُ الارضَ على كل صَليبْ
سهمهُ ما خابَ والنصرُ معَ الفتحِ قَريبْ
وهو إن غابَ، ومهما غابَ لابد يَعودْ
يصلُ المجذافَ والدفةَ بالقدسِ ويُعطي
الفجرَ اسماءَ الجنودْ
عاشقٌ جربَ طعمَ الحّب _ غَنّى الشعرَ _
وأستلهمَ من وحي القبيلهْ لغةَ الصخرِ
وحاكَ الوجدَ تمثالاً منَ الصوانِ _ صاغَ
الشوقَ موجَ البحرِ داسَ الوهمَ بالجيتَر ِ
خلَّى رأسهُ النازفَ نهجَ الوهجِ في عتمةِ
أعماقِ الدهاليزِ الطويلَةْ
كم تراءى ومضةً خلفَ المراثونِ الذي
لا ينتهي وجهُ دليلهْ
عنقها مئذنةٌ ينساب شهدُ الِله من
أجراسها، والزهرُ تاجٌ، والسراجُ
النارُ والنحلُ رحيقُ القدسِ ينسابُ
وعطرُ القدسِ انفاسُ الخَميلةْ
ومراسيمُ البطولةْ
تَتجسدْ
جاءَ أحمدْ
تتوحدْ
أَين أحمدْ ؟..
تَتجددْ
عادَ أحمدْ
عادَ أحمدْ

(5)

عودةُ النهرِ الى البحرِ بلادٌ تتوحدْ
وحدةُ الماءِ مع الماءِ سهامُ الموتِ للغربةِ
قبرُ للمنافي
ايها الحافي انتعلْ مجدَ الصحارى وتَجدَّدْ
لا تَقلْ انك بالكثرةِ مُسَندْ
مطرُ الصيفِ .. حزيرانُ، غيومُ الزيفِ
تنهارُ على فكِّ حمارٍ .. تَتبددْ
فلشمشونَ يد تسحقُ آلافَ الضِّعافِ
خيبةُ الصفصافِ في خُلَّبِةِ القحطُ ويستجدي
الندى ان يخرجَ بالطوفانِ من قلبِ الضفافِ
في زمانِ الوحيِ جاءَ الوردُ

واستلقى على صدرِ شموخِ السنديانْ
والمدى تاجٌ على صدرِ النَّدىْ
والندى تاجٌ على صدرِ الزمانْ
عادت الانفاسُ للبستانِ والريحُ امتطَت صهوةَ موجِ البحرِ
قادت نوحَ كي يرسوَ في قلبِ السلامهْ
وليالي الغورِ آلافُ نجومٍ طرزت للنهرِ
ثوبَ العرسِ والماءُ غَريقٌ في مشاويرِ الكرامهْ
لنياجارا عيونٌ في الصّحارى
عَطشِت لما تلاشى الزيفُ والخوفُ توارى
هطلت غيظاً وصبت حِقدَها الفاجرَ

كان النهرُ والغورُ يعيدانِ الندى للشمسِ
من عرسِ الصخورْ
ولآذارَ انقلابُ المطرِ الناعمِ في حضنِ الزهورْ
امهاتُ الكونِ يفتحنَ ربيعَ العمرِ ينشُرنَ
حليبَ المجدِ والنخوةِ والعزةِ في روحِ النشامى
سيفهنَّ الوعدُ والعهدُ الذي صفحتهُ
النارُ وميلادُ الكرامَةْ
شق صدرَ البحرِ واجتازَ مراسيمَ العبورْ
لينابيعِ نياجارا من النفطِ سياج
ولحراسِ السياجِ الشوكُ اطواقٌ

وللاطواقِ اشراكٌ

وللاشراك حراسٌ

وللحراسِ ابراجٌ وسورْ
وحدودُ السايكسِ بيكو سَيّجت شمسَ العُصورْ
ودليلهْ
اطلقَت في النورِ سَيفَ الوعدِ والعهدِ
على جبهتِها وشمُ المفازهْ
حملت أولَ تصريحٍ بتأميمِ الحدودْ
ورقَهْ
قُطعت من دفترِ جيبٍ لابي ذرِّ الغَفاري
خطها بالنفسِ النّاري ..
(ابو علي اياد)
ودمٌ كانَ المِدادْ
اعبروها بسلامٍ آمنينْ
ولسيفِ الفتحِ في الغمدِ إجازَهْ
شهدَت بالدفنِ للوعدِ، لبلفورَ . . لبيكو ..
ومضت تُنهي مراسيمَ الجنازَهْ
وهوى شمشونُ في دوامةِ التيهِ الجديدْ
وهرواتُ دليلهْ
هشمت كل الزجاجْ
مزقَت كل الخطوطِ الحمرِ
شمشونُ يلم الزبدَ الحاقدَ من سفرِ الخرافاتِ
ولا يدري .. حليقَ الرأي يجري
راقصاً مثل ذبيحاتِ الدجاجْ
وابو جهلٍ يمد الرأسَ من ثقبٍ خريفيٍّ
ويستجدي حُروفَ الهمسِ _
ما شئتِ من الملكِ خُذيه ..
يا دليلَهْ
واتركي الامرَ لنا … فالامرُ ما باليدِ حيلهْ
فلكسرى زبدةُ النفطِ واسوارُ القبيلهْ
وقريشُ ائتلفت رحلتُها صيفاً … شتاءً
صاحَ هنري : ….
اقتلوها ..
وتعالى طيفُ شيخٍ رافضٍ … لا لادَمٌ
حرمانها يكفي كما قال ابو جَهل

 وصوت صاحَ في الجبِ اقذقوها في الغيابَهْ
وانحنى صوتٌ على اقدامِ هنري ..
لك ما شئتَ ولكن ما الثمنْ
واستوى صوتٌ على قمةِ صمتِ المجدِ والجُرحُ
على جبهتهِ ضَمَّدهُ مجدُ الكَرامهْ
صاح .. لا .. لا انها قلبي .. ولَن اغرسَ في
قلبيَ خِنجرْ
فدليله وُلدتْ حتماً لتبقى .. وَسَتبقى
بقيتْ تحلمُ بالشمسِ وبالبدرِ وبالعشرينَ كوكبْ
ودمُ الذئبِ نزيفٌ خارجَ اللعبةِ يلعبْ
قالَ هنري للمخاتيرِ … افهمونا
واعزفوا اللحنَ الخرافيََّ على نصلِ الوتَرْ
فالذي يحجمُ او يعجزُ عن ذبحِ الخطَرْ
سامحونا … وافهمونا
سامحَ الله التردي
سامح الله الجُمود
وحد المجذافَ يا نوحَ فقد عادَ الجنودْ
يركبونَ الغورَ والجولانَ والعرقوبَ

 والدفةَ في ايديهمُ والدمُ شلالٌ من القلبِ الى الذِئب الحقودْ
بدأت حربُ النُّجومْ
من كسوفٍ لخسوفٍ لانتزاعِ الصاعقِ النفطيِّ
من نايِ التصدي والصمودْ
وحرابُ الفتحِ شمسٌ سطعت تَصهرُ اسوارَ
وأبراجَ الحدودْ
ظَهرُها للشوكِ يُدميها … وتمضى للأمامْ
وجهها للبحرِ في جعبتها النهرُ حِزامْ
فهمت درسَ حزيرانَ وصبتهُ يقينا في دمِ
الاشبالِ يسري كالهواءْ
ملأَت شمسَ المخيمْ
بالاناشيدِ وبالالوانِ … قالَ الطفلُ يوماً للمعلّمْ
لم لم تصبح فدائي ؟!
هجمت شمسُ التضاريسِ على بوابةِ الغورِ ونادت
يا عرَبْ
لطباشيرِ الندى قنبلةُ الوشمِ على صدرِ اللهبْ
استعدوا واعدوا ما استطعتم من مزاميرِ الارادهْ
وانفخوا بوقَ التحدي ..
فالخرفاتُ ظلالُ الوهمِ في ليلِ المسادَهْ

(6)

هجمَ الليلُ على الصبحِ وفي جفنيهِ قبرُ النهارْ
يا بني كنعانَ لا حواءُ تغريكُم ولا التفاحُ
فالاملاحُ في بحرِ الندى الفضيِّ نارْ
ودمُ التفاحِ مفتاحٌ لغصنِ البانِ

 قالتْ شمعةٌ سوداءَ في شعلتِها طعمُ الجزَرْ
إفهموني
واعزفوا اللحنَ الخرافيَّ على نصلِ الوتَرْ
فالذي يُحجمُ او يَعجزُ عن ذبحِ الخَطرْ
سامحوني
هكذا شاء القَدَرْ ..
انه البحرُ الذي امواجُه النارُ
على شطآنه تنبتُ اقفاصُ الحَمامْ
وعيونُ الرملِ اشراكٌ
وروجرزُ يغزُّ الدودَ
في الوحلِ ليصطادَ السلامْ
ودمٌ يجري على ثغرِ المدى
يعبرُ في سِرّ الخِيامْ
ولعثمانَ قميصُ النفطِ
مصبوغٌ بالوانِ سرابِ الاقتحامْ
يلهثُ السمسارَ يستجدي عبورَ العقلِ للرأسِ

فَفي علمِ النخاعِ المستطيلِ الشمسُ
تستلُ الرموشَ الحمرِ من وهجِ السلامْ
والعصا تهتز لا زهرٌ … ولا اوراقُ
في جُعبَتِها سوطٌ

وفي اضراسِها صوتٌ يغني للسلامْ
والجواسيسُ استعدوا لحصادِ الموسمِ الناريِّ
في عصرِ السلامْ
والسجونُ ازدهرت جدرانُها تحلمُ بالزوارِ عشاقِ السلامْ
والقصورُ احتضنتْ سَيلَ الجواري

انتعشَتْ فيها عيونُ الخصبِ والشهدُ على الثغرِ حَمامْ
طرزتهُ نشوةُ النصرِ على الصدرِ وِسامْ
فالذي قَد نامَ … نامْ
والذي قَد قامَ … قامْ
ليغني …
افتحوا قبرَ شهيدٍ واسألوه
عن مشاريعِ التردي والردى
باسمِ السلامْ
تقفزُ الصرخةُ من بين العِظامْ
لا تخونوا الشعبَ … لا تقتلوه
ولأيلولَ يد براقةُ النصلِ
وعنقُ الشمسِ
في الوحداتِ، ماذا تنفعُ
الناسُ
شعاراتُ البنادقْ
كُلها نحوَ العَدوِّ
لا يُلاُم الذئبُ في عُدوانِهِ
بل يلامُ الناسُ ان صاروا غَنْم
لا تَنَمْ
ايها الحالمُ بالزنبقِ …
للزئبقِ في خطوكَ انفاسٌ
وللذئبِ عيونٌ تتكلمْ
يهطلُ الغيمُ على عمانَ
والرعدُ المدوّي
شَفةٌ تَقطِرُ زمزمْ
هَمسُها عاصفةُ النارِ والوانُ النشيدْ
ضاقَ صدرُ الشمسِ في عمانَ
عن رمسِ الشهيدْ
اغلقتْ كلُ دروبُ الوحيِ عن وجهِ الاله
فالصراخُ … الله اكبرْ
والصدى … الله اكبرْ
والجبالُ السمرُ يعلو صوتها
الله اكبرْ
يلتقي الامواتُ والاحياءُ في ترديدها ..
الله اكبرْ
ودماءُ الشهداءِ
فتحتْ كلَ دروبِ الشمسِ قدْ عادَ الاله
ليرى عمانَ تستجدي الحياةْ
فشرايينِ شيوخُ العجزِ
سكرى بالصديدْ
ينحني الليلُ على شلالِ شعرٍ يتهادى
وينادي قمراً ينبعُ من سرِالجديلةْ
خصلةً من شعركِ الحالمُ تكفي يا دَليلهْ
لتردَ الشرفَ النازفَ منْ شمسِ القبيلةْ
هربَ الصبحُ معَ النجمِ وما خلَّفَ غيرَ الذكرياتِ الشاعريةْ
وانتشى يقطفُ سرَ اللهِ من مئذنةٍ في الاشرفيةْ
وشعاعُ العتمةِ التمَ على بؤرةِ اخذٍ وعطاءْ
ونفاقٍ ورياءْ
وُلدتْ حتماً لتبقى ….
كيفَ تبقى
ولشمشونَ يدٌ تحملُ مشطَ
الغزوِ واللهوِ
واسرارِ البقاءْ
خِنجرٌ يَخترقُ النيلَ وسدَّ الفراتْ
والذي كنا حَسِبناهُ سماءَ الخُلدِ ماتْ
ودّعَ الذكرى على شاطئِ بحرِ الذكرياتْ
شاطئُ الرايةِ خضراءَ على الاحراشِ تستلقي وَمن غِمْدِ الجديلةْ
نَسلتْ كلَّ خيوطِ النارِ
واسْتَلتْ من المليشيا سِحرُ البطولةْ
سَمكٌ يسبحُ في الرملِ وللوحلِ على عينيهِ بابْ
وسرابُ القمةِ استولى على  عرشِ السرابْ
ودمُ اليرموكِ يستلُ بقايا خالدٍ من أُحُدْ
ينتشي فخرُ ابو سفيانَ

من لحيتهِ المسكُ على هندٍ يصبُ الزبدَ الحاقِدَ
والوحشيُ نابْ
يتوارى خلفَ حلمِ البحثِ عن حريةِ الروحِ
بروحِ الكبدْ
وليالي الغورُ تستجمعُ حلمَ الفتحِ

تستطلعُ بالهمسِ تضاريسَ الحدودْ
فالجنودُ استلموا وانحازوا
الى نهرِ الخلودْ
وحّدِ المجدافَ يا نوحَ
ففي المنفى سُدودْ
ولكَ الماءُ اذا شئتَ عبورَ المجد شلالٌ
وخلف السد … سدٌّ
ولكَ الصفحةُ بيضاءَ وفوقَ
المجدِ مجدْ
ولكَ النهرُ لكَ البحرُ لكَ الصخرُ الذهبْ
حجرٌ يكتبُ تاريخَ العربْ

(7)

قطرةٌ من شغفِ العشقِ على اكتافِها
فيضُ الندى من بردى
هَمستْ للنايِ انْ يصدح

 أن يعزف ايلول فداءً وفدا
نَشرتْ ديمةَ سيمفونيةِ الفجرِ على الاحراشِ
فامتدَّ الى النهرِ الصدى
قطعتْ امواجهُ كلَ الخطوطِ الحمرِ

 واجتاحتْ محاذيرَ الترَدي .. والردى
افهَمونا
صاعقٌ يزرعهُ في الغيم امرُ
فالخطوطُ الحمرُ …. حمرُ
ولنيرانِ التحدي في فمِ العشاقِ جمرْ
ايها الصابرُ، جوفُ الحوتِ في عينينكَ وردٌ

ولشوكِ الوردِ .. حدٌ
والندى من بردى تشرينهُ سدٌّ… وسدُّ
ويدٌ تفهمُ اسرارَ الخطوطَ الحمرِ
تمتدُ لتِستل منَ الاحراشِ سيمفونيةَ الفجرِ
وبابُ المنتهى نابٌ وظفرُ
يزحفُ الجفرُ الى دبينَ
فالميلادُ قبرُ
ايها العاشق فجرُ اللوزِ
يختارُكَ مشوارُ التحدي … للتحدي
فالنجومُ اختَلَستْ من شرفةِ
الشمسِ شعاعاً كي تراكْ
كيْ تُناجي لحظةَ العشقِ
على شاطئِ مشوارِ التصدي والهلاكْ
صفحةٌ يكتُبها زحفُ
الشياطينِ … ولكنْ لن يمروا
والشباكُ
صاعقٌ يزرعهُ في النهر امرُ
فالخطوطُ الحمرِ .. حمرُ
والملاكْ
ماردٌ ينسِفُ بالنارِ خطوطَ الطولِ والعرضِ
يرى الشمسَ على هامتها
تجثو .. وترجو ..
استمروا ..
ولنورَ الله وحيٌ يتجددْ
عادَ احمدْ
عادَ رأسُ الرمحِ بالوهجِ الى الغاباتِ
في جعبتهِ سرُ الارادةْ
وعلى معصمهِ طوقٌ من الزهرِ لسورِ القدسِ
في عينيهِ شطآنٌ من الآلامِ والآمالْ
في كَفَّيهِ جسرَ الروحِ دربٌ
للشهادةْ
يتجددْ
يتوحدْ
وينادي … استمروا
استمروا في الهجومْ
كفهُ الفتحِ وفتحُ الكفِ
مفتاحٌ لاسرارِ النجومْ
صفحةُ النهرِ انطوتْ تحت
جناحيهِ ونادى …
يا دليلةْ
انني العاشقُ ..

يجتاحُ  المدى صدري وانتِ الاقحوانْ
موجةٌ من دمِكِ النهديِ تُعطي
الشمسَ سحرَ العنفوانْ
في زماني ولهُ البدءُ معَ الكلمةِ
آدمَ … كنْ
فكانْ
يا دليلةْ
نظرةٌ منكِ الى الاقصى التي
تَسكُننُا في الغورِ
أجتاحُ بها الاملاحَ والتفاحَ
اسعى لاختزالِ الزمنِ الآسن
أعْطِي للطفولةِ
القَ التكوينِ والكونِ واسرارَ البطولةْ
في دمي جناتُ عدنٍ انتِ فيها
وانا في دَمِكِ الانهارُ تجري للسماءْ
في فمي ماءٌ …
بَصقتُ الماءَ
صوتي ماردٌ كالشمسِ يحتاجُ
المدى فخراً وتيهاً
ويُغني للفداءْ
ايها العشاقُ
بين النهرِ والبحرِ ممرٌ للخلودْ
اعبروا تُفاحَة الاقصى
وكونوا آدمَ العائدِ للجنةِ
فالطوفانُ لابدَ يعودْ، افتحوا سِفرَ الوجودْ
واكتبوا ان فلسطينَ يدُ اللهِ
على الارضِ

وانَ القدسَ بوابةُ عرسِ النهرِ للبحرِ

 ودربُ الشمسِ من صخرتها يبدأُ مشوارُ الجنودْ
وحّدِ المجدافَ يا نوحَ وصُبَّ
الماءَ في النهرِ دماً
يمسحُ آثارَ الحدودْ
احمدُ العائدُ في احضانهِ
خارطةُ السكينِ
تستلقي على قوسِ قزحْ
قمراً يطوي المدى من رأسِ ناقورةِ عكا لرفحْ

والسنابلْ

لملمتْ اعضائها في موجةٍ هامت على الصدرِ السمكْ

والمناجلْ
زرعت خِصبَ التحدي في الشبكْ

 والقنابلْ
نَسجتْ شمس دجونٍ اساطيرَ الفلكْ
احمدُ الباحثُ عن احلامهِ بينَ النجومِ
صارَ نجمُ الفرحِ الساطعِ في البرِ وفي البحرِ يقاتلْ
يزرعُ الاسماكَ في البرِ وفي البحرِ السنابلْ
يا دجونَ الخصبِ قد جاءكَ احمدْ
لستَ وحدكْ
سَجلَ التاريخُ مجدكْ
كلُ من قالوا تعبنا …
واستهانوا
كُلُهمْ هانوا
وفي اعماقِهمْ شمشونَ ازبدْ
كانَ سحرُ الخوفِ أسّارٌ
فكَم جاءَت دليلةْ
بدليلِ النصرِ .. مفتاحِ الجدليةْ
غَرِقتْ كل سيوفِ القحطِ في النفطِ
وما باليدِ حيلةْ
ومحاذيرُ التردي والردى نابٌ وظفرُ
صاعقٌ يزرعهُ في الغيم امرُ
يا دجونَ الوردِ اعلنْ
انَ خوفَ الموتِ كُفرُ
انَ احمدْ
يتوحدْ ..
يَتجددْ
يرسمُ النصرُ .. خطوطُ الدمِ
موالاً على سفرِ الوجودْ
وفلسطينَ يدُ اللهِ على الارض
وان القدسِ بوابةَ عرسِ
النهر للبحر
ودربُ الشمسِ من صخرتِها
يبدأُ مشوارُ الخلودْ

(8)

للكوانينِ ضياءُ الوهجِ في الثلجِ

وسدُّ الرعبِ من درعا الى شَبْعا

احتمالٌ للرمادِ المرْ
نافخُ الكورِ احتكاكُ الهمسِ بالشمسِ

يصبُ اللهبَ النازفَ في احضانِ جمرِ

يومنا مرٌ  غدا أمرٌ .. وأمَرْ
جبلُ الشيخِ ذراعاهُ صراطٌ مستقيمْ
نارهُ ثلجٌ .. وثلجُ النارِ مفتاحُ النعيمْ
جَهّزِ المرساةَ يا نوحَ فالجودي جِسرٌ
يربطُ الكرملَ بالشيخِ  ويافا بالخليلْ
وَيُلمُ الشملَ كهفُ الاهلِ  كالنحلِ
على اهلِ الرقيمْ
عجباً كانوا … وكم عانوا
على اعتابِ جمرِ المستحيلْ
كَلبُهم يَحملُ في منقارهِ عُنقَ حمامةْ

حملتْ في فَمِها الصبار بشرى للسلامةْ

 أيُّ بشرى وكلابُ
البحرِ حراسُ الجحيمْ

غمروا الاحراشَ والعرقوبَ بالشوكِ
وصبوا النارَ اعلاناً ليومِ الحشرِ
والنشرِ وميعادِ القيامةْ
هَجمتْ كماشةٌ مِفصلها
جذعٌ لهُ درعٌ وللدرعِ قناعْ
سابحٌ في دمهِ كانَ الشراعْ
ولنوحٍ دفتانِ
دفةٌ بالعريشةِ
تجعلُ الثلجَ عنادَ النارِ
والاخرى بسحرِ الوشوشةِ
تدخلُ اللعبةَ من بابِ الكبارْ
ركبَ المجدافُ ظهرَ الليلِ
واجتاح النجومْ

 رصفَ العالمَ برقٌ .. ورعوداً وغيومْ

 الفُ لا للموتِ سراً
فاشهدي يا شمسَ ميلادِ القيامةْ
ليسَ في القدسِ هنودٌ حمرُ
تُفنيهمْ قوانينُ الابادةْ
شَعبُها الحرُ على العرشِ استوى
يرفعُ اعلامَ الحضارةْ
“فَلْسطَ” الدُنيا ونادي في  القبائلْ

ان بابَ المجدِ للجرحِ المقاتلْ

 قلبهُ يرسمُ في روما حدودَ الوعيِ
وشماً زعترياً لدليلةْ
ويصبُ الاملُ النازفُ زيتاً
في مساماتِ الشهادةْ

 يبدأ السيلُ الذي في نايه سِرُّ الجديلةْ

 وعلى مِشْطِ التحدي كفُ ميعادِ الولادةْ
اولُ الرقصِ ابتدا بالحنجلةْ
قبضةٌ تلثمُ سرَ القنبلةْ
والوطيسُ امتدَ للغيمِ بخاراًمن َضياءِ
الرقصةُ الكبرى على صفحةِ غزةْ
دبكةٌ لويحُها تاجٌ من الشاطئِ يمتدُ الى ناي جباليا
ترقصُ الارضُ وتهتزُ
مداميكُ السنابلْ

صخرها انغامُ
موسيقى بداياتِ انتفاضةْ

 هطلتْ من معبدِ الخصبِ

وشارونَ على
اعتابِ نهرِ الموتِ يسترجعُ  شمشونَ الخرافةْ
أي زندٍ يستطيعُ اليومَ ان يهدمَ
سقفَ الشعبِ والاركانُ نهرُ الشهداءْ

 تُغْرقُ الجرافةَ الاخرى وتنهارُ الخرافةْ

 غبشاً يسكنُ ايلولَ الرمادْ
يُشعلُ الفينيقَ اوتارَ الجراحِ النازفةْ
ويغني للصباحِ السرمديِ
اللحنَ مصبوغاً بميعادِ الرياحْ
كُلما هبَتْ على غزةَ من شمشونَ ريحٌ
جَرفتها العاصفةْ
شاطئٌ يعزفُ سِحرَ الرملِ موسيقى
ويجتازُ انحيازَ البحرِ للمرجانِ
تستعصي عليهِ الوشوشةْ
دفةٌ تطرقُ ابوابَ الشظايا
انْصهَرت في كاتمِ الموجِ

اختفتْ في كلِ شُبّاكٍ يطلُ الضوءَ من عينيهِ

ضاعت احرُفاً بين السطورْ
لم يَعُدْ للسرِ او للجهرِ بعدَ اليومِ لونُ

فالفرشاتُ لها اجنحةُ الضوءِ

 وتهتزُ لموسيقى الفرحْ
ملأتْ سبعُ سماوتٍ بالوانِ بساطِ الريحِ
فانشقت عباءاتُ الطيورْ
هربَ اليرموكُ من مجراهُ
وانحازَ الى يافا
فسدوا دربهُ بالشوكِ
صبوا فيه فيضاً من مجاري الخوفِ

 من وحل الغرقْ
ساوَمُوه ان يلاقي بردى عندَ انتشارِ الوحدةِ الكبرى

على سطحِ الورقْ
كانتِ الردةُ قد صادَرتِ القرآن

من بعضِ الصدورْ
نشرتْ اعلامَها البيضاءَ
هزتْ نخلةً في القدسِ
نادتْ باتحادِ المملكةْ
صَنعتْ من شعرِ شمشونَ جديلةْ
طوقت عُنقَ دليلةْ
اعلنت مشنقةُ العصرِ ونادتْ  بانتهاءِ المعركةْ
انثري يا صخرةَ المعراجِ
وشماً من لهبْ
نخلةُ الغزوِ بلا جذْرِ
وعرجوَن الرطبْ
خُلَبْ … يَزرعهُ الوهمُ على وجهِ السَغَبْ
يَهجِمُ التاريخُ ارتالاً
ويستعرضُ قوسَ النصرِ الآفَ البنودْ
ذوبتها الريحُ في الزيتِ
وصبتها حروفاً وسمادْ
وَحِّدِ المجدافَ يا نوحَ ودوِّنْ
في سجلاتِ الخلودْ

ان زيتونَ  فلسطينَ على الارضِ مدادْ
والفلسطينيُ في عنقائهِ
يولدُ فينيقُ الرمادْ

(9)

طائرٌ يحملُ في اكفانهِ سحرَ خلودِ العنفوانْ

ماردٌ تحتَ جناحيهِ غبارَ الريحِ يستلقي على صدرِ الجنانْ
ملكُ البحرِ فللمجرانِ افراحٌ وللرقصِ قيانْ

ولهُ البرُ ورمانُ صدورِ الانسِ والجانْ وآلاء الزمانْ
كانَ ما كانَ
وهَدَّتْ فوقَ عُشِ الرخِ احلامُ دليلةْ
قطعتْ مِشوارها الشوكيَّ
بينَ الجزرِ والمدِّ
الى بوابةِ، السدِّ

الذي يحرسُ احلامَ القبيلةْ

حلمانِ اجتمعا فوقَ بساطِ الريحِ
من اينَ يجيءُ السندبادُ
بوشاحٍ لدليلةْ
ورماحِ القبيلةْ
والندى العطريُ مسكونٌ بسحرِ الخوفِ
من خوفِ المسادةْ
تتهادى غبشاً يسكنُ ايلولُ الرمادْ
كانتِ البوابةِ الاولى بلا جسرٍ

وتفضي للمدى المنسيِ في دنُيا احتلالِ الذاتِ بالقاتِ

وصبِ الزيتِ في بيتٍ من الشعرِ ينادي

يا عبادَ اللهِ بوابتنا الاخرى لها جسرُ الشهادةْ
كُلكمْ احمدُ يا قافلةَ الفردانِ

اسكَنتمْ تضاريسَ الندى

في مرفأِ الدرع الذي جمعَ بيروتَ سحاباً
وضاءً وارادةْ
كانَ حلماً انْ تلاقي القدسَ
بالانصارِ بيروتَ
وان يبدأ عصرُ الفتحِ والنصرِ
ومن نسرٍ الى بحرٍ و(داجونَ) على العهدِ

وملكارّتَ حدودِ النايِ
والحادي ينادي العيسَ هَيا اعبروا
تُولدُ الترنيمةُ الاولى ولبنانُ
اختيارُ الملتقى الناريُ لا أيوبُ
يستجدي احتمالَ الجمر

لا شكوى مَن التاريخِ

فالجغرافيا سَيفٌ لهُ حدٌ وللاضراسِ في نهرِ الاصابعْ
شفقٌ يعصرُ جرحَ النايْ
ينسابُ انينُ الهمسةِ السكرى .. اصبروا

وتشدُ الهمسَ اوتارُ المدافعْ
فرحٌ يَستلُ سيناءَ من الجوعِ
وتنسابُ على الجولانِ احلامُ الصهيلْ
ولشمشونَ يدٌ تغرقُ في باروكةِ الزيفِ
وتشرينُ الظليلْ
ينقلُ الصفصافَ من وحلِ
حزيرانَ الى واديِ النخيلْ
يا (دجون) الخصبِ قَدِمْ
للدليلاتِ الدليلْ

ايهنَ الآنَ يأتيها مخاضُ النصرِ
للنخلِ اهتزازُ الرعدِ في احضانها

كانتِ البوابةِ الاولى
بلا جسرٍ
وللاخرى حدودُ المستحيلْ
قمرٌ يفتحُ بوابةَ جسرِ الشمسِ
من صيدا الى صدرِ الجليلْ
كانتِ الاضواءُ تصطادُ فراشَ الليلِ
والنيلِ امتدادُ الريحِ
لا يمطرُ طوفاناً على واحةِ
عذراءْ الدم المصلوبُ
كانَ النيلُ مفتاحُ العبورْ
ولفرعونَ عصاً تلتهمُ الصرخةَ من صمتِ القبورْ
بردى يُغرِقهُ النيلُ بامطارِ الجفافْ
وسياجُ الخوفِ يحتلُ تضاريسَ الضفافْ
موسمُ الخِصْبِ تلاشى
واحتمى القحطُ باسوارِ الخرافةْ
يا عروسُ النيلِ صُبي جَمركَ
السحريُ في شوكِ الخطوطِ الحُمرِ
لن تَغرَق في النهرِ دليلةْ

فهي اذْ تسكنُ (داجونَ) يصبُ النيلُ في حطينَ

يَنسابُ اجتياحا للمدى المرصودَ

في اوهامِ هولاكو الدخيلةْ
ينزلُ الجوديُ عن سفحِ احتمالِ الضوءِ

 يمشي في دهاليزِ ممراتِ عبورِ الضفةِ الكبرى
يشدُ الريحَ نحوَ الفلكِ .. يا نوحَ انتظرْ ميناءَ عرسِ البحرِ
يأتيكَ يميناً ويساراً ومن الخلفِ
ومنْ كلِ الجهاتْ
ضاقتِ الاسماءُ عن الوانِ قوسِ الشمسِ
والسكينِ بين النصلِ والفَصلِ
انتشارُ السمكِ البريِ في بحرِ الشتاتْ
ماتَ من ماتَ. وظلَ الشعرُ
موسيقى احتمالِ الضوءِ في عينِ البناتْ
حلمٌ يسكنُ بيروتَ

لهُ اجنحةُ الريحِ مراسيمُ الفرحْ
شعرهُ ينسابُ بدراً يسكنُ
الشوقُ على قوسِ قزحْ
قمراً يطوي المدى من رأسِ
ناقورةِ عكا لرفحْ
يا هللالَ الشرقِ حدثْ عن محاقِ الغربِ
والسكينُ في القدسِ احتمالُ
الشرقِ والغربِ وعنفُ الكبرياءْ
وكانَ حدُ السيف في الجرحِ
واسماعيلُ مصلوبٌ على كلِ الحدودْ
رأسهُ يسكنُ شعرَ المعمدانْ
ولنوحٍ دفتانْ
دفةٌ بالعريشةِ
تجعلُ الثلجَ عتادُ النارِ
والاخرى بسحرِ الوشوشةْ
تَدخلُ اللعْبةُ من بابِ الكبارْ
نَشرتْ صبرا شعاعَ الثلجِ
في كلِ الجهاتْ
رصفتْ تحتَ صقيعِ الريحِ
نصفَ البدرِ ملفوفاً بالحانِ النقاطِ العشرِ
بعضُ النهرِ

بعضُ البحرِ
درعٌ للخطوطِ الحُمرِ
يا نوحَ انتظر طوفان بحرِ الكلماتْ
وَحِّدِ الدفةَ نحو الحلمِ

لا تخشى من الرقصِ عديمَ الذاتِ
فالبدرِ الفلسطيني آتْ

(10)

عندما يبدأُ مشوارُ البروجِ العشرِ

والتنينُ يجتاحُ المجرةْ
تولدُ الاقمارُ اصفاراً وتجتازُ
اختيارَ الوهجِ كيْ تصبحُ عبرَ النهرِ حرهْ
آه يا بوابةَ التاريخِ ما ابشعَ
زلزالَ الانهرِ المرِ اذ يُلقي سليمانَ
على السكينِ ظلّ الكذبةِ الكبرى
ويجتاحُ احتمالَ العدلِ بالقتلِ
فتأبى هاجَرُ الهجرةَ .. يستعصى
على أعصابها سِحرُ المراسيم القتيلة
تتلوى فزعاً من لحظة ِ السخطِ. وتنهالُ اجتياحاً بغبارِ القدسِ .. سالومي تلوكُ الارضَ بالاقدامِ لا تجزعَ ان ترسمَ بالالوانِ شطآنَ الدمِ المسفوحِ قرباناً لتجتازَ اختبارِ الفهمِ من بوابةِ السهمِ الى انشودةِ الوهمِ الطويلةْ .
رقصةٌ اخرى وتطفو الشَهقةُ الحرى على ساقِ اغتيالِ الوردِ

 ترسو الغربةَ الكبرى على جسرِ الاماني المستحيلةْ
هَاجرُ يقتلها الخوفُ على العرضِ

فتنسلُ من الارضِ الى هجرةِ منفى الشمسِ

لا ماءََ يصونُ العرضَ سر او يحمي القبيلة
هكذا كانَ

ومن بينِ شقوقِ الارضِ مشوارُ البراكينِ

استعادَ الماسَ مصقولاً على خصرِ دليلةْ
رقصةُ البازلتِ تطوي الارضَ تَهَتزُّ مواعيدُ اغتيالِ المعمدانْ ..
كانَ ما كانْ
وفي القمةِ للقدسِ مكانْ
ولها تاجٌ وشباكٌ يطلُ النبع من أغصانه يُعلنُ مجدَ الصولجانْ
ودليلةَ انتزعت من عُنقِ الشمسِ شهاداتِ عقودِ الغزلِ الصامت

من يجرؤُ ان يخترقَ الكوشانَ  لا توقيعَ الا للدمِ القربانِ

فالقدس مكانُ المرفأ السحريِ في سفرِ الجنانْ

وفلسطينُ الزمانْ .
كانَ ما كانْ ..
وحُضنُ العالمُ استجمعَ وهجَ الرعشةِ الكبرى

شدَ الارضَ من اقدامها، جذراً ليبني نخلةَ الجودي

يستقبلُ نوحاً بقواريرِ الرُطبْ .
يَغرسُ المجدافَ في قلبِ الظلامِ المرِ سهماً من لهبْ

قدمُ المفتاحِ يعطي الغرزةَ الاولى على سفحِ الدُروبِ الحُمرِ

الوانُ اندماجِ القز ِبالارزِ على انغامِ موسيقى الحريرْ .
يتلاشى هَرمُ المنفى على رعشةِ تطريزِ المصيرْ

لغةٌ تكبرُ بالصبرِ – وصاياها حدودُ الامنِ

بواباتها ضادُ الرمادْ .
مزقت احلامَ عشاقَ الخطوطِ الحمرِ

شَدتْ غصنَ زيتونٍ من الثلجِ الخرافيِ

وصَبتْ لواءَ النصرِ في صدرِ السوادْ
مَنْ يحيكُ اليومَ ثوباً لمراسيمِ اغتصابِ الذاتِ في عصرِ الحدادْ
فارسُ القريةِ عادْ
يمزجُ الغربةَ بالطيفِ المضيءْ
كفهُ خارطةُ النارِ على صدرِ الندى الفضيِ

والتاريخِ مرفوعٌ على مجدافهِ يَخفقُ بالزيتونِ والجمرِ

وللثلجِ على رَقبتهِ ليلاً تُناجيهِ تَضاريسُ الجهادْ
وفلسطينُ البلادْ
يرتمي النيلُ على اعتابِ طوفانِ نياجارا

فتنهالُ صحاري القحطُ كثباناً من الغربانِ

تستبدلُ بالارضِ التي باركها اللهُ رمالَ التيهِ لا تمطرُ غَيماتُ سطوعِ النجمِ غيرَ الوهمِ والايدي الحقيرةِ

كلما استرجعَ شَمشونَ حكايا الزمنِ الغابرِ

لا حطينَ نائيةً من الشامِ ولا جالوتَ من عمانَ يَسترخي على شاطئِ حُلمَ الوعدِ والارضِ الكبيرةْ
ظِلهُ يجتاحُ يمتدُُ بهِ الغزوُ الذي لا ينتهي من طورِ سيناءَ الى ثورِ الجزيرةِ

وليالي شهرزادْ امتلأت عطشاً ونادى سيدِ السادات والعاداتِ ان الحبَ مفتاحُ الكفاحْ

ولايزيسَ خِمارٌ طرزَتهُ بعيونِ الفجرِ انفاسُ دليلةْ
باعهُ الدلالُ مجاناً على سفحِ مزادِ الانفتاحِ

يخطفُ الظاهرُ سرَ النوم مِن حُراسهِ .. يُعبرُ سيناءَ على كفِ الرماحْ
ويناجي الرملَ …
في حيفا مصبُ النيلِ  في عكا حدودُ الاجتياحْ .
وعلى الكرملِ مرسى النورِ والجودى يستلُ حدودَ البحرِ من خلفِ الســـــدودْ .
اتْركِ المجدافَ يا نوحَ ولا تخشى احتمالاتِ الجنودْ

وحد الدفةَ نحو البدرِ كُلّ المطر النابع ِمن خوفِ المحاقْ
يرصدُ البحرَ بنورِ الله ..

ينهال من الشوق

يخلُ على الاعناقِ طوفانُ البنودْ .

(11)

فجأةً .. يصحو ضَميرُ الغائبِ الحاضرْ ..
في كلِ زمانٍ ومكانْ
في يَديهِ صكُ اجراسٍ .. وحراسٍ
وفي جُعبتهِ شَمسٌ لها خارطتان
تَسقطُ الكبرى على الصُغرى فيروى بردى …
عمانَ والقدسَ وبيروتَ
وفي الغوطةِ نبعُ الصولجانْ
قال هنري .. الآن باسمِ الأمنِ نُعطيكَ
معَ الوحدةِ والتوحيدِ اطواقَ الامانْ
كانَ ما كانْ
ومِنْ سيناءَ تَمْتدُ تَضاريسُ عبورِ التيهِ
من قصرِ القناطرِ
لانتصارِ القَنطرةْ
صَغُرتْ او كبرتْ سيانَ فالصفقَةُ ان تَخْرجَ من رمشِ الضفائرْ

نظرةٌ للمقبرةْ

وقطيعُ التاجِ يحتاجُ حدودَ النايِ لا يخرجُ
من احشائهِ انشودةَ الارضِ
له قرصٌ على شاهدِ عُرسِ المجزرةْ
ودليلةْ
دللوها يومَ انْ زفَ لها السلطانُ بُشرى العُرسِ

منقوشاً على تاجِ الحريمْ
نعجةٌ تَسعى الى مَسلخِها .. حتى الجحيمْ
لاسماعيلَ درسُ النحرِ والرؤيا انعكاسُ العيدِ
والذبحُ العظيمْ
ينحني النصلُ على صدرِ دليلةْ
ويناجي زفرةً شَقَتْ حدودَ اليأسِ
وانشدتْ الى عهد الطفولةْ
علم تَحمِلهُ السكينَ يأتينا يميناً وشمالاً ومن الشرقِ .. من الغربِ ..
ومن كلِ الجهاتْ
بصمةُ الميراثِ دمع الارضِ ممزوجاً بتاريخِ انفجارْالنهرِ

حتى النصلِ في الغمدِ تلاشى تاركاً صدرَ التضاريسِ
واحلامَ الندى للزفراتْ
يا دليلةْ
صَدركِ الآن بساطُ الريحِ وصوتٌ باحلامِ الطفولةْ
عَيْنكِ الزعترَ .. والرمانَ اجفانٌ من الشوكِ
وللمسكِ على تاجَكِ اكليلٌ من الشياحِ يمتدُ الى مختارةِ الشّوفِ الظليلةْ
وكمالٌ …
ماردٌ يحملُ قلباً من ذهبْ
وَسِعَتْ احلامهُ دنيا العربْ
انها الارضُ التي تُعطي الندى سحرَ الفصولْ
تزرعُ الوَهج وتسري مثلَ حدِ السيفِ بيَن
الوردِ والخَدِّ الاسيلْ
يا شعاعَ الشمسِ هل جاءكَ في آذارَ
وهجُ الدمِ منقوشاً على وجهِ خديجةْ
هل سَقتكَ الغيمَةٌ الشهدَ الذي سالَ
على صدرِ الجليلِ …
يا دليلةْ …
ثلجٌ صّفين على كفيهِ واحاتٌ من الشهدِ المُصَفّى
لا .. دمٌ ينكرةُ الصخرُ و تَبقى القُدسُ في احلامهِ
كعبةُ ارضٍ مزقوها شذراً بين حوارينِ
لاربَ لهم … ويقولونَ لنا ربٌ أحدْ
يا بلدْ ..
وَسِعتْ شَمساً من  الحبِ وضاقتْ بالكمدْ
غَمروها بسرايا الحقدِ فانهدتْ مراياها على
طولِ الجسدْ
وجوادُ الالقِ الشعبيِ شلالٌ من الحبِ
على جسرِ الابدْ
حملت احضَانُ صبرا وجْهَهُ ورداً على نارِ الجنوبْ
كان جسراً عبقرياً يفرشُ الانوارَ من صيدا الى صورٍ

على اكتافهِ بردُ ابو ذرٍ وفي جنبيهِ قلبٌ لا يتوبْ
ودِّعيه يا دليلةْ
شَيعِّي أحلامهُ بينَ جبالِ الارزِ والزيتونِ
والصخرِ المقاتلْ
واشيعي دمهُ بين القبائلْ
هكذا كانَ
تَعودنا على الزعترِ مسفوحاً
على الدامورِ كي يُزهرُ في الغوطةِ نبعُ الصولجانْ
وفلسطيُ لها خارطتانْ
تَسقطُ الصغرى على القدسِ وفي القدسِ الامانْ
سجلَ التاريخُ في اسفارهِ للدهرِ

أنَّ القدسَ مفتاحُ المكانْ
وصلاحُ الدينِ يروي قِصةَ الاقصى، وللفاروقِ
في مئذنةِ التاريخِ ذكرىً

تملأُ الآفاقَ بالعدلِ ويعلو صوتَها

يُعلنُ انَ القدسَ مفتاحُ الزمانْ ..
من تُرى يَكْظِمُ غيظاً يَغمُرُ الاقصى ويجتاحُ
انبهارَ الدمِ يستعصي عليهِ الفهمُ

لكنَّ جِدارَ الشفةِ السفلي يسدُ الدربَ من كلِ الجهاتْ
جهةٌ اخرى ويستهدفُ سيناءَ شتاءُ الذكرياتْ
أعلنوا صِفينَ ذكرى … لملموا اسفاركمْ
نحوَ الرِياضْ
يا بَني قحطانَ ان الهَّوةَ الحمقاءَ تَحمي الجُرحَ
من نزفِ الدمِ القاني بسورٍ من حديد ..
عَلقوا أعلامَكُمْ في عُنُقِ التاريخِ
لاتكفي تَضاريسُ الندى ان تَعبرُوها
بتعابيرِ عناقٍ خادعٍ للذاتِ
مسفوحاً على خارطةٍ من قبلاتْ
انهُ النَزفُ الحقيقيُّ الذي يَصرخُ
من قلبِ الشهيدْ …
أرجعوا شريانكم
واستمتعوا بالنزفِ يأتيكم به همسُ الوريدْ
قطرةً من فَرحِ الحزنِ بلا موجٍ
تغطي الارضَ ..

تُعطي نوحَ طوفاناً من الوهمِ الجديدْ
حسبوا أنَ دليلةْ
نَسيتْ طوفانَها تَحتَ تعاويذِ اختراقِ الذاتِ

فالانهارُ لا تجري الى مَنْبَعِها
والبحرُ لا يَفصِلهُ عن مَوجهِ خوفُ الغرقْ
لَبِستْ سِحرَ الطفولةْ
واستَعادتْ قَطرةً من فرحِ الطوفانِ
وامتدتْ الى جبهةِ نوحٍ غَمرتها بندى
الصوانِ وانْشَدَّتْ الى الجوديِ
كانَ الماءُ يَغلي والمدى يَنشدُّ نحو التيِه
والمجدافُ في الماءِ احترقْ ..
هَربتْ همسةُ عشقٍ من دليلةْ
طَوقتْ عنُقَ حمامةْ
كانتِ الاسوارُ في عكا تَشقُ البحرَ
والكرملُ لا يَحمِلهُ كفُّ الجليلْ
فجأةً يصبحُ نهرُ القمحِ مرصوفاً على سنبلةٍ
تعزفُ الحان الهديلْ
وحّدِ المجدافَ يا نوحَ فقدْ جاءَ الدليلْ
يا دليلةْ ….
عَينُكِ الزعترُ … والرمانُ اجفانٌ على الشياحِ
والمِسكُ على تاجِكِ اكليلٌ من الشوكِ
ويمتدُ الى مختارةِ الشوفِ بشلالِ دمٍ
يَرسمُ جسراً للظلالْ ..
وكمالٌ ماردٌ يحملُ قلباً من ذهبْ
وسِعتْ احلامهُ دنيا العربْ
ثلجُ صنينَ على كفيهِ واحاتٌ من الشهدِ المصفى ..

لا دمٌ يُنكِرهُ الصخرُ ..

و تَبقى القُدسُ في احلامهِ كعبةُ ارضٍ مَزقوها شذراً
بين حواريين لا ربَّ لهم ..
و يقولون لنا رب أحدْ ..
يا بلدْ …
وسِعتْ شَمساً من الحبِ وضاقتْ بالكمد ْ
غمروها بسرايا الحقد فانْهَدَتْ مراياها
على طولِ الجسدْ
كانتِ السيدةُ الكبرى على عرشِ التعاويذِ
وفي جُعبَتِها مفتاحُ أسوارِ الخلودْ
بعثت للشاطئِ المجهورِ رُبانَ الخرافاتِ
وقالت كُنْ .. فكانْ
وسِعتْ رَحمَتُها سِرَ الوجودْ
ثم .. سبحانَ الذي اسرى بكافورَ الى الاقصى
نهاراً ..و جهاراً
عارجاً للعرشِ محمولاً على مقلاعِ داود

وفي القوسينِ او ادنى توارى …
جثةً عادتْ الى قمةِ صهيونْ لِتَستَجدي إنْتِصارَا
كانَ شمشونَ على سفحِ الردى يعزفُ الحانَ السلامْ
ورمالُ التيهِ من سيناءَ تنهالُ على القدسِ
لترسي هيكل الأوهام في بحرِ الظلامْ
أيُّ مهرٍ يا دليلةْ
حملَ الوهمُ على ظهرِ بعيرٍ والجٍ  في سُمِّ الخِياطْ
املاً او الماً ، علماً او عملاً،  عالَمُ الشمسِ بقايا للمشاوير الظَّليلةَ
ذكرياتٌ للندى الهاطلِ فالامطارُ في شمسِ الرباطْ
أسْقَطتْ سيدةَ الاسماكِ في فخٍ
من الرملِ وجرتْ معها خوفو الى سفحِ الهرمْ

 كانتِ الشمسُ على انفِ ابي الهولِ
تَرى الأُقْصُرَ في احضانِ سينا
وترى التاريخَ مذبوحاً على خارطةٍ في بيت مينَا ..
افهمونا ..

قد فهمنا

هكذا قالت دليلة
إنها القدس

 وللمعراجِ خطٌ واحدٌ نحوَ السماءْ
موسم  الخصب على الزيتون يلقي ظلَّه

ويضيء  الشمسَ بالنور  الجهادْ

و على كف دليلة

منجل يرقص في موسم أنوار الحصادْ