السيوف

 سيف الحواس   <<

سيف الخروج <<

سيف الصحراء  <<

سيف النار <<

سيف التراب  <<

سيف الهواء <<

سيف الماء <<



.
.
أعلى الصفحة

سيف الحواس

فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون (12) لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون (13) قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين (14) ما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين (15)
صدق الله العظيم
سورة الأنبياء

بردٌ لآدم

والسلام عليه منذ التين أدمى جفنه
ليسد جرح الياسمين
لتموت بين يديه خارطة السنين
ليعيد للوطن الحزين ملامح الزمن
الجديد
ليسد درب الشمس في وجه الشياطين
التي التهمت دماء الجرح وانتعشت على نغم الصديد
برد لآدم
يختفي إبليس في جرح الشهيد
ويذوب فوق ملامح النفط الجليد
ووسام إبراهيم يخرج من قرابين
اللهب
ومن الحجارة
وردة في القدس يعصرها الغضب
كتبت بنسغ نشيدها التاريخ في زمن العجب
ورد لفاطمة المعز
خمارها بين القوافل قبضة اللهب
المحاصر..
والحسين
يحكي لها عن قسوة المنفى وعن
ترف الفسوق وعودة الباغي إلى أغلاله صفر
اليدين
يحكي لها عن غابة الأصنام
للنمرود فيها ألف عين
ورحيق إبراهيم يقطر بلسما
لا يستكين … ولا يلين ولا يقبل
راحتين ولا يدين ولا ينام على غضب
في قلبه لغة تفيض بما يُعانِقُها
من الأمل المسلح والحروف الباسمة
ويظل ينشد والنداء سحابة الألوان
ترسم ألف أفق في المدى السحري تصرخ
وهي تنده … فاطمه
يا فاطمه
هاتي يديك
وعانقي رئتي التي امتلأت بأوسمة
من الغاز الذي حمل الدموع إلى السحاب
وغاب في نفظ العرب
هاتي يديك ولملمي جرحي الذي
حمل الدماء إلى السماء سعى لعرش الله
محروسا بوشم الفضة الحامي لقافلة
الذهب
هاتي يديك
خذي يدي
فإن وجدت أصابعي فاستخدميها
شمعة أو دمعة سيان فالفجر اقترب
هاتي عيونك
وافتحيها للمدى
فالنار مزمار وإبراهيم أنهار
الحصار
ويفتح النمرود نافذة من الياقوت
تنشرها عناقيد الخليل من الجليل إلى
حلب
هاتي عيونك
وارسمي شبح الحكاية
كان لي ضوءٌ على غصن يطلّعلى
جبال القدس يحلم بالبنفسج وارتماء الضوء
في أحضان صحراء الدليل بنفطه
والنار حول النار
يحرقها الحطب
هاتي عيونك
واحرسي بدموعك البيت الحرام
وأطفئي نيران زمزم فالقوافل في
رمال أبي رغال حرّكت أفيالها في ظل
سيمفونية الشرق الملوع بالطرب
لا تسمعي صوت الدليل بنفطه
فالنار حول النار في شط العرب
أذناك مطرقتان
ينهش منهما موج الطبول صراخه
الدموي
تفترق الجوامع عن مآذنها ويعلن
في الكنائس أن أجراس القيامة لا تقوم من
التعب
لا تفتحي أذنيك
صوت النار سوط
والهدير سحابة فوق النخيل تهز
عرجون الحصار على مداميك الطرب
كل الزهور تفتحت إلا زهورك في
انتظار الموسم الناري والعبق المسيج
بالتعب
للشهد رائحة
وللنحل الرحيق
وللموانئ شاطئان
يطير أول شاطئ نحو الخليج
ويسقط الثاني على جسر المحيط فلا عجب
يا وردة القدس التي أعطت لنور
الله رائحة العرب
لا .. لا عجب
هاتي لسانك واغرقي…
فالمر فوق المر والسكين يقطع من
سياجك صبر أيوب وتسكنك المعارك كل
يوم في محرم او رجب
هاتي لسانك
واهزئي من كل نار
هاتي لسانك وانسجي لغة القرار
هاتي لسانك واغرسي في جبهة
النمرود بصقة من غلب
لغة الحواس تجمعت في القدس
عاصمة العرب
يا وردة القدس التي امتلأت بنور
الله والأمل المرصع بالذهب
أنت أول
أنت أجمل
أنت آخر من غلب
يا فاطمه
يا شهقةَ البستان بالفرح امتلأت
شذى وحولك صار كل الناسِ
ناسْ
إني أراك وفي الغد الآتي شعاعك
شاهراً سيف الحواس
بلا طباق أو جناس
لكنه بلغ الأرب
يا وردة القدس الجميلة أنت أجمل
أنت آخر من غلب



.
أعلى الصفحة

سيف الخروج

واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب (41) يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج (42)
صدق الله العظيم
سورة ق

نار لابراهيم يعصرها الندى
بردا سلاما
والسلام على من اتبع الهدى

ومع المسافة يبدأ العام الجديد
وأول الذهب الحجارة والأكف هي النشيد
وشمعة أخرى تضيء وبسمة أخرى تجيء
ورحلة الأيام تستلقي على طول المدى
من أين تبدأ رحلة النار
انتقاماً من جهنم
وانسجاما لا مثيل له مع الله الذي
فتح الدروب إلى ليالي الشمس أو شمس
الليالي
هل جاء إبراهيم يحمل برده
وسلامه للقدس في الزمن المحال
هل تذكرون الهجرة الأولى…
لابراهيم
هل ضاعت سدى؟
قالوا لهاجر أن إسماعيل في أرض
الحجاز مقيّدٌ بالغاز

قالت لا يهم

لأن مفتاح الجزيرة منذ أن كانت بلا زرعٍ
معي

وأنا مع الفقراء في وادي الضرار نعيد
تشكيل الحروف ليقرأ القرآن بالعربية الفصحى

واسماعيلُ لا يُعطي سقاية زمزم
لبني النضير ولا يسلم عنقه لسحابة من خلب أمطارها
قالوا لها
يا أم إسماعيل للرؤيا حدود الفهم
للوهم الذي سِكينهُ كبشُ الفدا
يا أم إسماعيل قد شهد الفرات
رحيل عكا عن شواطئها وعاش مشردا فيها
وكانت فيه تسبح كل يوم قبل أن تهديه
خاتمها وقلعتها الغريقة في الدم المقدسي

تبكي والبراق يطير من كف
الحصار إلى تراجيع الصدى
طارت عصافير الحجاز ولم تجد
أرضا بلا زرع وخارطة الحقول يصول في
واحاتها نفط كحد السيف يقطع ما يشاء
من الشعاع ملوناً أو أبيضاً أو أسودا
كل الموانئ تسكن الصحراء
والأمم التي اجتمعت لتشرب نخب
مكة في حمى النمرود يحرمها التراب من
الشراب
جمل على جبل وحرب لا يغطيها
السحاب
ويبرك الجمل الجريح على ثرى
صِفّينَ يصرخ
حين تحترق المصاحف في الصدور
يباح للنمرود أن يتنمردا
كم جاء إبراهيم يشرب من ضفاف
النيل وابن العاص يعصر سم فتنته وشاور
لا يشاور قلبه وضميره عند الصلاة على
النبي وآله ويمد راحته إلى بردى ويترك
لابن ملجم أن يكون يد الردى
قل لليزيد وللوليد لكربلاء مساحة
القرآن في قلب النبي وللفرات منابع
النفط المحاصر بالعدا
لغة الشموع تذوب من عطش
وتستجدي وتصرخ من يجود بقطرة من ماء
زمزم والصراخ يصير قافية وتنتشر
القصائد في المدى
قل للمؤذن أن يترجم ما يشاء من النداء

ليجمع الأنصار والكفار في البيت الحرام
نشر الحمام على المدينة خندقا من
وردة الزمن الرديء وكعبة الاسلام تحرس
عريها اللهجات من كل اللغات
وللغزاة
على شواطئها خيام
يا وردة القدس المليئة بالشهادة
شاهدي فرعون يجمع حوله كل
الحواة
وهامة النمرود تنشر ظلها باسم
الصلاة
على الكواكب
وهي تهوى سُجَّدا
كم كوكبا شاهدت
لا تحصى النِّصاب..
فكل نَصّابٍ يعد على طريقة كيف
يرضي السيدا
هي فتحة البركان باسم القحط
تعبر في حقول النفط
تنتشر الثعالب
في مخارجها صواريخ الحصاد وفي
مخالبها مراسيم الفساد
النار تسبح بين أمواج العواصم
والضمير يباع في سوق المزاد
ويمارس النمرود خبرته ويعصر في
يديه الشمس
لا نجم يضئ ولا سحاب
فيه من مطر التمرد قطرة تُعطي
الجواب
وعلى ضفاف الوهم تستلقي
الجزيرة بين سيف النار والشمس المطلة من
حدائق بابل وتموج في سيف الخروج
يا وردة القدس المليئة بالشهادة…
شاهدي
البرد… السلام
وشاهدي الزمن الذي ضاعت لياليه
سدى
يا وردة القدس
اسمعي فيروز يهطل صوتها
السحري وهو يرى الضمائر في الكفن
ما في حدا
ما في حدا يا قدس إلا أنت في هذا
الزمن
من حقه أن يشهدا
صوت لفاطمة التي امتلأت بنور
الله يشهد وهو ينذر أن ما يصل العيون من
الملامح خدعة ومخالب النمرود تغرس
خبثها المشحون بالحقد المسيج بالعفن
صوت يعيد الوحي للزمن المحاصر
بالردى
وتفوز من قلب الفجيعة شهقة
الانغام رجعا للصدى
أوتار ابراهيم تعزف والنشيد يعيد
في عصر التردي بعفن أنفاس الوطن
وتفوح رائحة النفاق ويكثر التجار
والشعراء والوزراء فوق عيونهم شبح
المباحث يسرق الحرفين … ل … أ..
وتصول في عمق الضمير غمامة
الوهم الكبير
والهمس ينذر أن مصيدة الغرور لها
مخالب .. غابة الأصنام قد هربت ليثرب
تحت جنح الليل

سيف بني قريظة صار
يحميها وسيف بني النضير
وحد سيوفك للخروج بها إلى زمن
العروبة فيه تلتحم السيوف جميعها في
ساحة الإسراء والمعراج بالسكين والحجر
المقاتل وهو ينقش حق تقرير المصير
يتنفس النمرود خدعته ليقطع ما
ربطت به شعاعك في جبال القدس
فهو يرى الحقيقة أن شمسك في
الخليل هي الخطر
ذهبت سدوم إلى المصير المنتظر
لكن نافذة الحصار تصادر الكلمات
تفرزها تزورها تقدمها على طبق العناق
وتفوح رائحة النفاق
ويضيع في الصخب الضمير
سكين فاطمة تجدد عهدها
للراحتين
وعيونها النشوى تزغرد حين يسكن
قلبها الفرح الذي يأتي به صوت الحسين



.
أعلى الصفحة

سيف الصحراء

ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من اللناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون (37)
صدق الله العظيم
سورة إبراهيم

وادي النخيل مرصع بشقائق النعمان
والمرجان والشرف الرفيع بلا أذى
وعلى جناحيه الحجار ونجد
تفترشان ظل مواسم الهجرات والفتح
المبين
بدر على جنبات يثرب طالع
قبل الوداع ويملأ الدنيا شذا
سطعت على التاريخ شمس الفكر
من قلب الجزيرة غاصت الأصنام
والصحراء سيجها الأمين
الزرع أينع
والخريف سحابة
والدرع قرآن كريم
(ذي قار) يستل النجوم من الرمال
وذو الفقار يشيد من عزم الرجال
ملامح الزمن العظيم
يا وجنة الصحراء
بالفكر امتلأت ندى
واطلقت الرياح على جبال
الشمس امطارا وعطرا
وصمدت في وجه الغزاة عَصِيَّةً
دهرا فدهرا
بالفكر اينع زرعك الايمان
عانقت الأمان
وهزمت كسرى
والذين تصنعوا الايمان من أحفاد كسرى
وحسبت يا صحراء لحظة نزوة
بالنفط سكرى
أن الأمان يصونه في جانبيك
الأمريكان
يا للهوان…
فلقد غمرت منابع الايمان كفرا
حاصرت تاريخ العروبة والنبوة
وانتشرتِ على الموانئ
كالبغايا تجمعين تلملمين ملامح الغزو
الجديد
أطلقتِ سهمكِ نحو درعكِ
فاخترقت به المحصن من ضلوعك
وسكبت نفطك في جراح الكون
فانتشر الصديد
ها قد رجعت وفيك سم
الجاهلية يشنق التاريخ يا ويل العروبة
والنبوة من رجوعك
هيهات بعد اليوم يجمعك الوريد
مع الوريد
يبست على شفتيك أسرار النجوم
وغاب في عينيك لون الشمس
كيف تعود والشبح الحريق
يلقي على وجه الخليج غمامة
الاحقاد تسترخي على البحر الغريق
من التقاء الرافدين إلى المضيق
عبثاً رمالك تستجير من الهجير
بسيف نار
شاهدتُ في شكل السماء تردداً لا
يستقر على قرار
ورأيت رايات العروبة والمقص
على خواصرها حصار
ورأيت للاسلام رايات يمزقها التردد
تفتح القرآن تقرأ
عن حكاية قرية رغدا تعيش وفي أمان
كفرت ومزقت الكتاب وأعلنت راياتها
الدين… دين الأمريكان
وتراجعت أم القرى نحو الزمان فلم
تجد في وجنة الصحراء رائحة المكان
عبرت جنود الروم بين الجرح
والسكين
بدلَّت المآذن صوت حطين الشموخ
بعتمة الصحراء والعيُر التي هامت وقد
سلبت مضاربها بساطير الغزاة القادمين
ليرفعوا فوق الرماح من الكتاب بداية
التكوين من صفين حتى كربلاء
عمّ البلاء..
صحراء..
يا صحراء يسكنك الأنين
وسيفك الحد الذي قد ضاع بين
الدرع يطحن عظمك العربي والريح التي
جاءت لتسرق من ربوع القدس صوت
العاصفة
ماذا تقول الشمس وهي ترى الظلام
يدور في أحشائها ويعيد تشكيل
المسامات التي امتلأت بماء الوجه
تحرسه المآقي الذارفة
هيا اغمدي يا وجنة الصحراء سيفك
في جبين القدس فالأسوار ما عادت تليق
بدون عكا
ضاقت مساحات الزمان وأنت
واسعة كلون الأفك يكسو عِرْضَهٌ عريا
وهتكا
كم قيصر نادمت عند مضارب
الغزلان يقسم أن يصون العهد للملك الذي
يرجوه عرشا
عيناك تشهد … وامرؤ القيس
الضّليل يعود يرفل بالدِّمَقسِ وبالحرير
يضوعُ مسكا
ويضيع … فالثوب الدليل وصولجان
الملك والتاج المرصع كان نعشا
من يطفئ الجمرات في تاريخنا
الماضي العريق
من يرجع الغزلان نحو ربوعها
ويعيد للشعراء نكهتهم وللشعر البريق
هيهات ترجع لامرئ القيس
المطيعة والعذارى والقوافي والصديق
هيهات يا صحراء أن يتلملم
الجرح العميق
فالنهر لا يجري إلى الأعلى
ليختصر الطريق
والقدس تعرف دربها وتسير
والأطفال فيها يولدون على
السناسل فالحجارة زادهم منذ البداية…
والنهاية في أكُفِّهُمُ الأصابعُ والارادة
نار لابراهيم في أعماقهم برداً
سلاما
والطريقُ هو الطريقْ



.
أعلى الصفحة

سيف النار

قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68) قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم (69)
صدق الله العظيم
سورة الأنبياء

بغداد وجهك بالطفولة سيج
الأخبار وهو يشد عنوان الحضارة والحجارة
نحو بيت المقدس المصلوب في وهج الحصار
أمطارُ هولاكو تُحاولُ أن تُجَفِّفَ
شاطئ الايمان بين الكاظمية والنخيل
وعيون دجلة بالرموش مسيجات لا
تجف ولا ترف ولا يبللها غبار النار

تأكل سيفها الخشبي وهي ترى

الحسين يغادر الأسوار ملتحماً بألف تحية

وعلى السُّطوحِ
شَواهِدُ الحِرمانِ تَنْشُرُ ليلة القدر

الموانئ تملأُ الشُّرفات

أمواجُ احتمالِ الصبرِ
تلتهمُ المسافة
وتعيد تهميش الفواصل بين حيفا
والرصافة
والكرخ تحتضن الخليل
كانت مشاوير الحجارة تعبر
الواحات وهي تقبل الأيدي التي ارتفعت
تكبر والأصابع شاخصات نحو دائرة التواني؟
والأماني في خنادقها تظللها النجوم
النفط يربط بين سيف النار والنار
التي احترقت بانهار الغيوم
بردٌ عليك النّار
لكنَّ الحصارَ يضيق والنمرود جمع
حوله الأصنام يسأل أين إبراهيم يأتي
راكعاً.. وله التخوم
وتجيء صاحبة الحكايات الطويلة
وهي تغمر ساعديك بألف عاشقة
وصدرك بالنياشين الجريئة

تركع الأصنام رهن إشارة من إصبع النمرود تعلن
أنك الربان أنت الآمر النّاهي ولكن..

ليسَ عِندَ اللهِ من ذبحٍ عَظيم
فمتى تللت الى الجبين وريد
اسماعيل فانحر إنها رُؤيا نِظامُ الكونِ

في الزمن الجديد
وتطل صاحبة الحكايات الطويلة

لا تمل تزيد ثم تعيد.. لا جدوى

فابراهيم لا يصغي

وتأتيه النبوءة وهو يلثم وردة القدس
التي حملته بين العطر والرؤيا لأولى
القبلتين
ما عادَ يذكر غير إسماعيل يستلم البشارة

والسماء تزفه ونشيده الله أكبر
أنفاس فاطمة تعمّ الكونَ لحظة نشوة
فيها اختصار الدّهر منذ التين أدمى جفنه
ليسدّ جرح الياسمين إلى أن ابتلعت جراح
القدس سيف النار في حيفا لتحتضن
الحسين
للنار سيفٌ جرَّدَتهُ يَدُ الجَحيمِ
قِرابُهُ نفطٌ ومقبضه رقاب الراكعين من الشيوخ

ونصله حقدٌ على التاريخ يحلم
أن يجزّ معلقات الشعر

حين يدمر الجسر المعلق
نصلٌ يحاول أن يُفرّقَ بينَ بابِلَ
والرَّشيد
وتُحاولُ الأسماكُ أن تَصِلَ الضِّفافَ
يَشُدُّها نَحوَ النّجاة من انتحار الماء

كاس أبي نواسْ
وضفاف دجلة تستجير من النعاس
بنومها الأبدي وهي تضُمُّ أجنحةَ النَّوارس
حينَ تغرق
كم أصبع من كف دجلة قطعته
سحابة الحقد التي تخشى حدود العامرية
أن تطير مع النجوم إلى عيون الناس أن تصل
القبائل لحظة الاحساس بالموت المجمع
والمفرق
وتطل من صبرا عيون الصبر
ترصف دير ياسينَ الشقائقَ دونَ نُعمانٍ

فقد ذوت الدّماءُ وجفَّتِ الوجناتُ

والتحمت حدود العامرية بالفجيعة في شتيلا
هجمت دموع الشمس تحتضن
الرخام..
تكفّن الشجر القتيلا..
من غير فاطمة يحاور كربلاء
ليتقي وجع الدموع
المُرُّ سكين وسيف النار عاصفة
السديم تموج في الأفق المسيج بالضلوع
بغداد صدر الأرض تبعث وهج
أضلعها إلى سَمْتِ التصدي
وعلى صليب القصف تنشر شجرة
الميلاد ورد لهيبها المتألق الوجنات

في وجه التحدي
أنياب نمرود المثلثة النصال تصول
تختصر الفصول حدود موسمها

وتعبر في الظلال
ما كانت النار التي هجمت على الأقصى

لتحرق صخرة المعراج غير بداية
الزمن المحال
سمع المؤذن صرخة المحراب تَنْدَهُ
يا صلاح الدين

سيف النار يلتهم الحناجر

ينشر الزبد المجفف في دهاليز المخيم

والخرافات اهتزاز شواطئ النسيان
تلثم حائط المبكى لتبكي والبراق يطير
نحو القدس يحمل ومضة الملكوت في زمن
السكوت
وزعانف النمرود تنسج في سماء
النفط سدا من خيوط العنكبوت
لا يستريح الصبر بين النار
والشفق المرصع بالدخان
نشرت ذوائبها الرمال على جبين
الشمس والمرجان تسكنه الموانئ
واللآلئُ خيمة للنفط تكتم سرّها قبل
الأوان
بحرٌ لفاطمة تحاصره الموانئ
يزرع الدنيا ندى ومخيمات
هيهات للسفر المعبد أن يعانق
دربه قبل الشتات
كانت عصافير الجليل تغادر
المنفى لتسكن في سماء الأغنيات
ريش الرخام جناح فاطمة يرفرف
يبعث العنقاء من تحت الرماد
ويصب سيف النار في غمد انتصار
الزيف يغرقه بأنهار الحداد



.
أعلى الصفحة

سيف التراب

إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (4)
صدق الله العظيم
سورة النساء

وحلٌ يسد البحر
يَسكنُ في مَسامات الشَّواطِئِ
والغَريقُ يُحاصرُ الملح البريء
ويحرقُ الخُبزَ الحَلال
عَصرَت دُموعُ الأرضِ مَوسِمَها جَداولَ
في عُيونِ الجوعِ
شدّت حولَ مِعصَمِها الدُّخانَ
وأعلنت
أنّ النّخيلَ سحابةُ الزَّمنِ المُحال
كانَت جِراحُ الأرضِ تستعصي
ويَسكنها النَّزيفُ
وحينَ تكتُبُ
كانَ سورُ القُدسِ صفحتها الأخيرة
وأطلّت الشمس الكسيرة من نزيف
كُسوفِها
والبدرُ تَعصِرُه الظِلال
كانَت مَساحاتُ النِّزالِ عَلى
أَصابِعِهم
وَكانَ الصَّمتُ في زَمن التّبجُّحِ
يَفضَحُ الهِمَمَ الكَبيرَة
مَن يَكتبُ الأزجالَ بعدَ اليومِ عَن قِمَمِ
الجِبال
مَن يرصِفُ العَتَباتِ وَهيَ تودِّعُ الأقمارَ

في عِزِّ الظَّهيرة
لهمُ العزيمةُ
كانَتِ الشُّرفاتِ في أُمِّ المعاركِ
تَلتقي أُمَّ القَضايا في تَضاريس المَسيرة
وَلَهم حُدودُ البَحر نَرجسَةٌ وَغاباتُ
البَنفسَجِ
كنت أعرف أنهم عشاق زهر
البرتقال
وأن في دمهم عواصف تسكنُ الزَّمنَ
المُسيَّجَ بالرِياح
بدأت مسيرتهم من الصفر
استردَّت موسمَ الزمن المحاصر في
الرمال
ما عادَ ابراهيم يَبحثُ في الجزيرة
عن بلد
والنيل ينتظر الضحية كي تفيض
على ديون الانفتاح فحوله النفط المباح
انفاس فاطمة تدور على القبائل
تستعير من الجدائل صفحتين
للماء واحدة
وللريح الحسين
والأرض يفضح عريها وحلٌ يجف
على جبين البحر ينصب حقده سيفا يغادر
غمده، ينشق في قرطاج عن يافا ليقطع في
صفد

سيف التراب
قرابة وهم من التلمود
مقبضه يدور على الأصابع
يجمع البصمات
كم من أصبع شاهدت يهرب من
يد
كم من يدٍ شاهدتُ تهرب من جسد
ولقد رأيت نسيج قافلة الظلام
على الرمال مضرجا بالحقد لحمته
الخيانة والسُّداة هم الغزاة
وتَجمَّعوا … وتَفَرقوا
وتفَرقوا … وتجمَّعوا
والوحل سيدهم
وسيفُ النار يصقل وهجه سيف
التراب
الأرض تحرس لونها بالصَّخرِ
كُل قوافل النار استبَّدت
تكشِفُ الأسرارَ
تلعنُ الرِئَةَ التي نَشَرت على الأرضِ
احتمالَ الرَّفضِ
تنفجرُ الشَّرايينُ التي احتقَنت
وعشَّشَ في صوامعها حشيشُ الجاهلية وهوَ
يُنذِرُ بالخَراب
البَصرةُ الوجَعُ المُهيمنُ
والبَصيرةُ في حُدودِ الضوءِ تٌقسمُ ان
حُرّاسَ الحُدودِ منَ الجُنودِ تَجاوزوا حَدَّ
احتمالِ الفِتنةِ الكبرى وفاتحة العذاب
ما عادَ يفصلُ بين شَمسِ القادسية
والنَّجف
حقلُ التَّرف
عِمَمٌ تُحاصِرُ آيةَ اللهِ الذي نادى به
الحَجّاجُ مخلوعاً مِنَ الآياتِ منشوراً على
العَتباتِ خارطةَ تُعانقُ كَربلاءْ
ودَمُ الحُسينِ سفينةٌ عَلقَت عَلى جسرِ
الهَواء
هَجرت مَواسِمَها الرياحُ وَجمَّعت
مِن ذِكرياتِ البَحرِ أخبارَ اللآلئ أغرقَت
حطينَ في تَكريتَ كي تُهدي صَلاحِ الدين
نرجسة من المرجان يسكنها الضياء
سِرٌ تبوحُ بهِ السماءُ وتتقيه الأرضُ
والبلحُ المُرصعُ بالخَديعةِ يَغدرُ المَجدَ
القَديمَ بخنجَرِ المُلاّ عَديم الانتماءْ
تَطفو المَوانئُ في الجِبالِ على
تباشير النّهايَةِ

يَلتقي بَرُّ الحَمامِ بشاطئِ
الزَّيتونِ والجوديُّ يفتحُ صدرّهُ ليعانقَ
الطوفانَ في عَصرِ الفجيعَةِ
نوحُ عاد
وعادتِ العَنقاءُ منْ تحتِ الرَّماد
سيفانِ في جرحٍ وآلافُ الخَناجِرِ
والشتاءُ يهزُّ عرشَ الفِتنَةِ الكبرى
ويكشفُ سرَّ أغنيةِ الكبرى
ويكشفُ سرَّ أغنيَةِ الحِداد
جَسدٌ يُحاوِلُ أن يُلَملِمَ حُلمَهُ
المتناثِرَ النَغَماتِ اشلاء يُحاصِرُها التُّراب
قالوا الفَريسةُ قَد هَوت…
وتَكاثَروا..
وتَجمَّعوا… وتَفرَّقوا
وتفرَّقوا.. وتَجمَّعوا
وأقول لا..
وتقولُ فاطمةٌ مَعي… لا
ألفُ لا..
كُلُ الذينَ تجمَّعوا في خَيمَةِ النمرودِ
دودُ الأرضِ
تَعصِرُهمْ طُموحاتُ الشّجر
والنورُ يَحْرِقُهم
وَغاباتُ البنادِقِ لا تُفارقُها أناشيدُ
المَطر
وعيونُ فاطمةٍ تبوحُ بسِرِّها وتُشيعُ
أغنِية الحَجَر



.
أعلى الصفحة

سيف الهواء

وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعمَلُ الظالِمونَ إنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ {42} مُهطِعِينَ مُقنِعِى رُءُوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وأَفئِدَتُهُم هَوَآءٌ {43}
صدَقَ اللّه العَظيمُ
سورة إبراهيم

رِئتانِ من وَجَعٍ
يشُدّهما الهَواءُ على حِصارِ القَلبِ
بينَ دمٍ يسيلُ على دمٍ
ودمٍ يَسيلُ عَلى نَدمْ\
وَعيونُ فاطمةٍ تُحاولُ أن تَسدَّ الدربَ
في وجهِ العَدم
شَخَصتْ عيونُ الرّيحِ وهيَ تَرى
مخالبَ غَضبَةِ الضِّرغامِ في كَفِّ الهُريرَةِ
وهيَ تَجمحُ بينَ أسرابِ القِطَط
وتَصُبُّ غيظَ النفطِ فوقَ النارِ
والنَّمرودُ يهمسُ في مَفاصِلِها فتمعنُ في
الغَلَط
تَطفو الوَساوِسُ

والشَّياطينُ التي نَفَثت لَهيبَ النارِ

يَهطِلُ فَوقَها البردُ
السَّلام
ويدوسُ إِبراهيمُ وكرَ الجاهِلِيَّةِ
بِالقَدم
حفَرت خُطاهُ الرَّملَ فانتفَضَت
زَوابُع شَدَّها الاعصارُ فانتفضَت عَواصِفُ
تسكبُ الأنوارَ في مُهَجِ الظَّلام
ورحيقُ فاطمةٍ يَفيضُ على حُقولِ
النَّفطِ شهداً والجراحٌ تُحيطُ بالقَلبِ
المُحاصَرِ
والهَواء
سَيفٌ
وَذاكرةُ الخِيانَةِ في الوَسَط
سَيفُ الهواءِ يَشقُ أفئدةَ القَبيلةِ بينَ
من رَكعوا على رُكَبِ الخُضوعِ وبينَ من
رَكِبوا صَهيلَ المجدِ
والرئتانِ سارِيتانِ
والقلبُ العَلم
رئةٌ يُفارقُها الحَياء
وتُرِدّدُ الأخرى مع الزَّفراتِ أنفاسَ
القَسم
سيفُ الهَواءِ وغمدُه يمتَدُّ مِنْ كَعبِ
التُرابِ الى رُموشِ الإنحِناء
يَلهو مَعَ الحَدِّ المُكَفَّنِ باتفاقِ العارِ
وهوَ يُبدلُ الأقصى برملِ التّيهِ
يُعطي سِرَّ قَبضَتِهِ لابنِ أبيهِ
يا قُدسُ افتَحي جُرحَ السَّماء
داسوا على شرفِ القُبورِ وأشعلوا
نارَ الفَجيعةِ

بارَكوا التنينَ والأفواهُ تَلهثُ
تَنفثُ الحِقدَ المُكَللَ بالنَّذالَةِ
والهَواء يَثورُ في جَفنِ السُّكون
ويُكَوّنُ السَّيفَ الذي تُلقيهِ صحراءُ
العَواصفِ فوقَ عاصفَةِ الجُنون
هذا يُباركُ في الصَّباح
وذا يُباركُ في المَساء
وأنا أَكونُ
ومن يَكونُ سِوايَ في هذا الزمانِ
القَحطِ
مَن يُعطي الرِّياحَ وجَيبَها ويذيبُ
أقنِعَةَ الهَواء
للصَّخرِ عاصِفَةٌ
وأغنيةُ الحِجارةِ صَدرُ فاطمةَ التي
فضَحت حدودَ الجاهِليَّةِ واستردَّت
جُرحَها من كُلِّ قافيةٍ تَصبُّ الشَّهدَ في
كأسِ الرِّياء
في المِربدِ ارتفَعت مآذنُ من عُيونِ
الشِّعرِ تَسكن ذكرياتِ الضَّوءِ عامَاً بعدَ
عام
نَسجَت مَساحاتُ البُطولةِ والرشيدُ
يُطلُّ من فوقِ المَنَصةِ يحضنُ الشّعراءَ
أوَّلَهم وآخِرَهُم ونشُرهُم غَمام
جُدرانُ سوقِ الشِّعرِ مَلحَمةُ الجَداولِ
نَبعُها في القُدسِ عاصِفَةٌ وفي بغدادَ بحرُ
مُعلَّقات
يا بحرُ يحرسُكَ النَّخيل
وقَوافلُ الشُّعراءِ تسكنُ دربَكَ
الدامي الطَّويل
وتَجيءُ قافيةُ الهَواءِ تدقُ اوزانَ
الطُّبول
وقَصيدةُ النَّمرودِ تقتَحمُ المِنَصَّةَ
تَحرقُ الشُّعراءَ
أو
يتراجَعَ الشعراءُ
أو
يتقدمَ الشُّعراءُ
ما عادَ الزمانُ هوَ الزمانُ ولا المكانُ
هو المَكان
ولم يَعُد جسْرُ الشَّرف
يَصلُ المَسافَةَ بينَ شَمسِ القادِسِيَّةِ
والنَّجَف
جفَّت دماءُ النّورِ في أَقلامِ مَن
أغواهُمُ نَفطُ الحِبالِ تَأرجَحوا في ساحةِ
الاغراءِ هاجَمَهم غُبارُ الخَوفِ من شَر
انكماشِ الضَّوءِ عن حَقل التَّرف
هجَمت قَريحَتُهم عَلى الأوزانِ
صادَرَتِ القَوافي مِن مَشاويرِ السَّماءِ
وأَسكَتَت بَحرَ الشَّياطينِ الغَريقَةِ في مُعَلَّقَةِ
الهَواء
وَالنّارُ تَحقِنُ سَيفَها بالاكسِجينِ
وبالطَّنينِ وتنسجُ الأغلالَ من طينِ الدِّماء
وخُرافةُ التلمودِ تُعلنُ ان ابراهيمَ
جدُّ الأوّلين
وتصيحُ يا أبناءَ هاجَر إن أوردة
العمومَةِ لا تعمُّ الوافِدين
هيا إلى حَبلِ المودَّة يا عَرب
فلا اختلافَ.. ولا خِلافَ على السَّبب
سيفُ الهَواء
دَوّامةٌ تَطوى ضَميرَ القُدسِ في نفقِ
الخُرافَةِ وهيَ تَنصبُ اورشَليم
وتُذَوّبُ القُرآنَ في العَهدِ القَديم
ووِسامُ ابراهيمَ يَخرجُ مِن قرابينَ
اللَّهب
ومنَ الحِجارةِ وردةٌ في القُدسِ
يَعصُرها الغَضَب
كتَبت بِنَسغِ نَشيدِها التاريخَ في
زَمنِ العَجب
يا وردةَ القدسِ التي امتَلأت بِنورِ
اللهِ والأملِ المُرصَّع بِالذَّهب
إِنّي أراكِ وعهدُك الآتي اشارتُه
البِشارةُ بالسَّلام
ولعهدَةِ الفاروقِ أحرفُها العميقَةُ
في مَساماتِ الرُّخام
وخِمارُ فاطِمةٍ يَحطُّ على شواطِئِهِ
الحَمام
يا نوحُ تَسكنُ فيكَ اوردةُ الغمام
نَزلَت على الأرضِ السَّماء..
الماءُ جاء..
الماءُ جاء..
الماءُ جاء..



.
أعلى الصفحة

سيف الماء

أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَاواتِ وَالأَرضَ كَانَتَا رَتقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍ أَفَلاَ يُؤمِنُونَ {30}
صدَقَ اللّه العَظيمُ
سورة الأنبياء

في البِدءِ كانَ الماءُ
كانَ اللهُ تَطفوا روحُهُ فَوقَ السَّديم
وَزَّعَ راحتَيهِ الى أصابِعَ مِن نُحاسٍ لا
يُكفِّنُها البُخارُ ولا الجَليد
ويَداه بَحرٌ
والعُيونُ سَحابةٌ تَصِلُ الجَديدَ معَ
القَديم
والنَّفْطُ قَحطٌ حينَ تَسكْنُ فيهِ روحُ
الجاهِليَّةِ تَخلِطُ الدَّمَ بالصَّديد
يا أيها النَّهرُ الذي سَكَبَ النَّشيدَ
على النَّشيد
يا أيّها البَحرُ العّنيد
سَكنتكَ أسرارُ البَريَّةِ فيكَ مَخزونُ
التَّراكُمِ
والعُصورُ على شِفاهِكَ بسمةُ النَّصرِ
الأكيد
تَتَجمَّعُ الرَّغَباتُ فيكَ ويستريحُ
الرَّملُ تَحتَ جَناحِكَ الذَّهبِيِّ تَحمِلُكَ
العَذارى في تَباشيرِ الأمَاني
مَطرٌ يَجيءُ.. وتَخطِفُ الشَّمسُ
النشيدَ من الشفاهِ لكي تُعيدَ إلى السحابِ
ملامحَ الزمنِ الجَديد

هذا يُريدُ
وَذا يُريد
واللهُ يفعَلُ ما يُريد
يا ايُّها النَّهرُ الذي مِنّا صنَعتَ
البَحرَ
في أرواحِنا بعثرتَ أرصِفَةَ المَواني
إقرأ رِسالَةَ ثورةِ الحِرمانِ..
فَالفُقراءُ ينتَظِرونَ صوتَك
وَاقرأ مَراسيمَ انعدامِ الضَّوءِ في
مُقَلِ الطُّغاة
الرّاكِعينَ عَلى بَساطيرِ الغُزاة
وَأقِم صَلاتَكَ في ظِلالِ شَواطيءِ
الطّوفانِ فالقُدسُ انفجارُ الماءِ في شَلالِ
نافِذَةِ الحَياة
ما عادَ للحرَمينِ تَحتَ نِعالِ خَيبَر
حَرمةٌ تَحمي الصَّلاة
فَالقُدسُ شَلالٌ يَصبُّ الماءَ سيفاً
نصلُهُ شُعَبٌ ثَلاث
للنارِ واحدةٌ وأُخرى للتُراب
وَتَغوصُ ثالِثَةٌ تُحاوِلُ أن تُجَدِّدَ في
الهَواءِ الإنبِعاث
فَانشُر سَحابَةَ سَيفِكَ المائِيّ في
عَصرِ التَّوَهُّجِ وافتَحِ الحُجراتِ من ألِفٍ إلى
ياءٍ ووَحِّد فَوقَ صَدرِ النِّطعِ أعناقَ الذينَ
طَغَوا وسَيفَك
واحفِر بِحَدِّ الماءِ دَربَك
يَتَوحدُ الفُقراءُ فيكْ
وَعيونُ فاطمةٍ تُطلُّ عَلى جبالِ
الشمسِ حيثَ تراكَ تَسكنُ فيكَ أنْوارُ التَّنفسِ
بالحياةِ عَلى شِفاهِ القُدسِ
يَمتدُّ الزَّمانُ معَ الحِجارةِ.. يَكبُر
الأطفالُ فيكَ ويحلمونُ بِغيمَةٍ فيها يَرونَ
ملامِحِ الأقصى تُمزقُ كُل أقنعةِ الجَفاف
وطَلائعُ البدرِ المُشِعِّ تَعود تسكُن
قَلبَ زمزمَ لا تَجفُّ لَها ضِفاف
ويفيضُ تنورُ المَدينةِ
يَبدأُ الطوفانُ
تَبْدَأُ رِحلةُ الأفقِ المُبين
الماءُ جاء
سَكنت حروفُ النارِ تَحتَ حُروقِها
وَدُخانُها يُخفي جِراحَ رَمادِها
وتَسللت بينَ الشُّقوقِ مَلامحُ الزمنِ
الجَديد
هَرباً من الذِّكرى ومِنْ جَلادِها
ما عادَ كرمُ التينِ يَسترُ عِريَها
نشرت فَضيحةَ حِقْدِها بِزِنادِها
يا أيها الزمنُ الجَديد
للأرضِ قاعدةٌ وللنَّمرودِ وَهمٌ أن
يُزيلَ حُدودَها بِقيودِها
لا النارُ قادرةٌ عَلى قتلِ المِياه
ولا الصَّديد
يَهُزُّ عَزمَ سَواعِدِ الأطفالِ وَهيَ
تُلاطِمُ بالحِجارَةِ قبضَةَ الدَّمِ والحَديد
والنفطُ يَعجَزُ أن يَصبَّ النارَ في
جوفِ الجَليد
ويفيضُ تنورُ النَّخيلِ
وَيبدأُ الطوفانُ
تبدأُ رحلةُ النَّصر المُبين
الماءُ جاء
هَربَ اللصوصُ إلى مَساماتِ التُرابِ
وفي عِظامِهمُ الترابُ يَصيحُ مِن
هلعِ اجتياحِ الماءِ للوهمِ الذليل
يَتلاوَمونَ.. وَلاتَ ما لللاتِ من حظٍّ
قَليل
فَلقد تَوارت جُثَّةُ الاحلامِ في
جَسَدِ القَتيل
والصَّخرُ يعلنُ أنَّهُ نَفضَ الترابَ عن
الجِراح
والبلسمُ الماءُ القُراح
يفيضُ تَطفو فوقَه روحٌ تَمدُّ جُذورَ
وِحدَتِها إلى وَطنِ النَّخيل
السيلُ يجرفُ رَغم ما للنارِ من
سحرٍ على الذَّراتِ والطوفانُ لا ينتابُه قلقُ
انتِظارٍ للقرارِ أو الحوارِ أو التَّفاهُمِ
والتلاطُمِ والتَّفاوُضِ والتَّعارُضِ والتَّباعُدِ
والتَّقارُبِ واحتمالِ المُستَحيل..
يا ماءُ.. حاصرتَ الرَّحيلَ إلى
الرَّحيل
وسَكبتَ خارطةَ التَّكامُلِ
والتَّفاضُلِ، سيفُكَ الوثنيُّ يعلنُ أنهُ وجدَ
الرسالةَ أنه حَملَ الرّسالةَ أنَّ إيمانَ
العَجائِزِ لا يَجوزُ بدونِ خارطةِ الجَليل
السرُّ فيكَ، عبرتَ جوفَ الأرضِ
تَرسمُ كلَّ أوردةِ الجُذورِ من الفراتِ إلى
حدودِ النيلِ.. حَدُّ النيلِ..
حدُّ النيلِ في قَلبِ الدَّخيل

ويَفيضُ تنورُ الجَليلِ
وَيَبدأُ الطوفانُ
تبدأ رحلة الفتحِ المبين
الماءُ جاء
وجاءَ ابراهيمُ يَحمِلُ بردَهُ وسلامَهُ
للقُدسِ في زَمنِ الهَواء
للريحِ عاصِفَتانِ واحدةٌ تُبَشّرُ
بالتُراب
وَتَنْشُرُ الأخرى جَدائِلَها على جِسرِ
السَّماء..
في البدءِ كانَ الماءُ..
كانت عَيلَبونُ بشارةُ الميلاد..
كانَت وثبةُ العَنقاءِ من تحتِ
الرَّماد
مطرٌ يُطلُّ عَلى حَوافي الشمسِ يَرسِمُ
في المَدى
اكليلَ حُلمِ النَّصرِ يسكنهُ الفَرح
قُزَحٌ .. قُزَح
تتجدَّدُ الألوانُ فيهِ
ومن رمال التيهِ
سيفُ الماءِ يبعثُ صوتَهُ الأبَديَّ
صوتَ العاصِفَة
سَقطت يدُ ابنُ أبيهِ في وحلِ الرياحِ
الخائِفَة
وأبو رغالٍ تَعبُر الأفيالُ فيهِ ويسقطُ
النمرودُ تَحتَ نِعالِ غطرسةِ البَعوض
فَرحٌ لفاطمةَ المُعزِّ..
على جَبينِ الشَّمسِ مفرقُها…
وهَامتُها تُعانقُها السَّماء..
وتقولُ وهيَ تصبُّ نَهرَ خُلودها
في البدءِ كانَ الماءُ
كانَت عيلبونُ بشارةُ الميلادِ..
كانَ لاصبَعي فوقَ الزنادِ حضورُه
الأزليُّ في زَمنِ الغِياب
والاصبعُ المَقطوعُ من وَجعي تُراب
هذا حضورُ الزّورِ لعنةُ مَن نَسوا
اسمَ الأحد
هذه فلسطينُ السُّيوفِ وحدُّها حدُّ
الأبد..
نفضَت رمادَ غِيابِها حتى يُشَكلَها
الحضورُ ضميرَ كونٍ في بَلَد



.
أعلى الصفحة